
نقابة الممرضين بجهة مراكش-آسفي تندد بـ”تردّي الوضع واختلالات التدبير”

رضوان الاندلسي – مراكش الآن
أصدر المكتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة بجهة مراكش-آسفي بياناً استنكارياً شديد اللهجة توصلت “مراكش الآن” بنسخة منه، يعكس حالة من الغضب والتذمر تجاه الإدارة الجهوية لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالجهة.
البيان، الصادر بتاريخ 26 أبريل 2025، وصف الإدارة الجهوية الحالية بأنها “نموذج للإدارة الفارغة والارتجالية في قراراتها، غارقة في الريع”، معتبراً أن مسؤوليها يهتمون بالمظاهر دون معالجة جدية لمشاكل القطاع ومعاناة المواطنين والشغيلة.
وتطرق البيان إلى عدة قضايا محورية تثير قلق النقابة، من بين هذه القضايا، استنكر المكتب الجهوي بشدة طريقة تعامل المديرية الجهوية مع ملف مباراة التوظيف، خاصة ما يتعلق بإصدار إعلان جديد للائحة انتظار بتاريخ 15 أبريل 2025، بعد انقضاء الأجل القانوني المحدد لذلك.
واعتبرت النقابة هذا القرار ضرباً واضحاً للحقوق المشروعة للخريجين الذين أدرجوا سابقاً ضمن لوائح الانتظار بناءً على نتائج رسمية، معتبرة إياه قراراً ارتجالياً يعكس سوء تدبير وغياب الرؤية، ويؤدي إلى إقصاء هؤلاء الخريجين بشكل ممنهج دون وجه حق، ويكرّس مناخاً من الإحباط وانعدام الثقة.
كما سجلت النقابة بـ”قلق شديد” ما وصفته بـ”هشاشة العرض الصحي بأقاليم الجهة”، معتبرة أن ذلك يحدث في ظل “ضعف فادح في التدبير الجهوي وغياب لأي رؤية إصلاحية واضحة”، وذلك رغم التحذيرات المتكررة التي أصدرها مختلف الفاعلين في القطاع.
وفي سياق متصل، عبرت النقابة عن “إحباط شديد وقلق بالغ” إزاء ما تشهده الجهة من “استفحال خطير لظاهرة التنقيلات اللاقانونية”، التي تنفذ بشكل انتقائي وخارج الإطار التنظيمي المؤطر للحركة الانتقالية، معتبرة أن هذه الممارسات أصبحت متكررة ومنهجية، يتم فيها تجاوز القوانين والمساطر لفرض واقع لا يحترم الشفافية وتكافؤ الفرص، ويتم من خلالها تمرير تنقيلات مشبوهة تخدم مصالح خاصة وتكرّس الزبونية والمحسوبية، مما يخلق احتقاناً وتذمراً وسط الشغيلة ويؤثر سلباً على استقرار المرافق وجودة الخدمات.
ولم يفت البيان الإشارة إلى التماطل في صرف المستحقات المالية للشغيلة الصحية، مسجلاً “تماطلاً غير مبرر” في صرف تعويضات الحراسة والمداومة بمختلف أقاليم الجهة، إضافة إلى “تأخر متراكم في صرف تعويضات البرامج الصحية لسنة 2024″، معتبراً أن هذا الوضع ينعكس سلباً على نفسية ومردودية الشغيلة.
وفيما يتعلق بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، استنكر البيان ما وصفها بـ”السلوكيات التعسفية والسلوكات الميزاجية والتلاعبات والشطط في استعمال السلطة” في تسيير المركز والتعيين في مناصب المسؤولية، والتلاعب في طلبات العروض واستغلال المنصب.
وجددت النقابة مطالبتها بالإسراع بالصرف الفوري للصيغة الجديدة للتعويض عن الحراسة، ونددت بما اعتبرته “تطاولاً” من المديرية العامة على حقوق ومكتسبات الشغيلة في الحرمان من تعويض المردودية وعدم تعليل القرارات الإدارية.
على ضوء هذه الانتقادات والملفات التي أثارتها، أعلن المكتب الجهوي للنقابة المستقلة للممرضين وتقنيي الصحة عن خطوات تصعيدية مرتقبة.
وتتضمن هذه الخطوات توجيه مراسلات إلى جميع الهيئات الحقوقية والدستورية المختصة والوزارة المعنية بخصوص التخبط والاختلالات التي يعرفها الوضع الصحي بالجهة.
كما أعلنت النقابة عن تنظيم ندوة صحفية سيتم الإعلان عن مكانها وتوقيتها في بيان مفصل لاحقاً، مع تسطير برنامج نضالي تصعيدي.
وحمّلت النقابة المسؤولية الكاملة للمدير الجهوي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن تبعات هذا الاستخفاف والتملص من تنزيل بنود الاتفاق المركزي الموقع مع الوزارة ونقط محضر الاتفاق الجهوي المؤرخ بتاريخ 2024/12/02.
وفي الختام، دعت النقابة جميع الأطر التمريضية إلى المزيد من التعبئة واليقظة ورص الصفوف استعداداً لبرنامج نضالي تصعيدي سيتم الإعلان عنه لاحقاً في حالة الإجهاز على المكتسبات والتماطل في تحقيق المطالب العادلة والمشروعة.
