
معاناة تتفاقم.. عائلات مرضى الأمراض النفسية بمراكش تطالب بتوحيد العلاج بمستشفى ابن زهر بعد إغلاق مستشفى سعادة

وحيد الكبوري – مراكش الآن
تعيش العديد من عائلات مرضى الأمراض النفسية بمراكش وضواحيها على وقع معاناة يومية متجددة، وذلك بعد أن توقفت أبواب مستشفى سعادة المتخصص في الأمراض النفسية عن استقبال المرضى بشكل مباشر لتلقي العلاج والمتابعة.
هذا الوضع الجديد فرض على المرضى ومرافقيهم مساراً علاجياً معقداً ومُرهقاً، يكبدّهم مشاق السفر والتنقل بين مواقع مختلفة للحصول على أبسط حقوقهم في العلاج.
وفقاً لشهادات العديد من المتضررين، أصبح الحصول على الرعاية الصحية لمرضى الأمراض النفسية يتطلب القيام برحلة ثلاثية المراحل تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين.
تبدأ هذه الرحلة بالتوجه أولاً إلى مستشفى سعادة، الواقع بجماعة سعادة ضواحي مدينة مراكش، وذلك فقط من أجل الحصول على مواعيد الفحص الطبي.
بعد الحصول على الموعد، يضطر المريض ومرافقه للسفر مرة أخرى، وهذه المرة إلى مستشفى ابن زهر، المعروف شعبياً بـ “المامونية”، المتواجد داخل مدينة مراكش بحي سيدي ميمون، وفي هذا المستشفى يتلقى المرضى الفحص الطبي اللازم والعلاج.
ولكن رحلة العذاب لا تنتهي هنا، فبعد الفحص والعلاج في ابن زهر، يجب على المريض ومرافقه العودة مجدداً إلى مستشفى سعادة بجماعة سعادة من أجل الحصول على الدواء الموصوف.
هذا التنقل المتكرر بين موقعين متباعدين، أحدهما داخل المدينة والآخر خارجها، يشكل عبئاً ثقيلاً للغاية على كاهل العائلات.
وتتمثل أبرز مظاهر المعاناة في تكبد مشاق ومصاريف التنقل بشكل متكرر، وهو ما يؤثر على ميزانية الأسر، خاصة وأن علاج الأمراض النفسية غالباً ما يكون طويل الأمد ويتطلب متابعة دورية.
كما أن طبيعة المرض النفسي قد تجعل عملية التنقل صعبة على المريض نفسه، مما يزيد من الضغط على المرافقين الذين قد يضطرون للتغيب عن أعمالهم أو تحمل أعباء إضافية.
وأمام هذا الوضع، يطالب أهالي وذوو مرضى الأمراض النفسية الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل وإيجاد حل ينهي هذه المعاناة.
ويتركز مطلبهم الأساسي في توحيد عملية العلاج وتوفير جميع الخدمات، من الفحص إلى صرف الدواء، في موقع واحد، ويقترحون أن يتم ذلك بمستشفى ابن زهر “المامونية” المتواجد داخل مدينة مراكش، نظراً لسهولة الوصول إليه مقارنة بمستشفى سعادة.
ويرون في توحيد مكان العلاج خطوة ضرورية لتبسيط المسار العلاجي، وتقليل العبء على المرضى وعائلاتهم، وضمان حصولهم على الرعاية الصحية التي يحتاجونها في ظروف أفضل.
