
الوفا برلماني مراكش يطالب باستثمار المكانة العالمية للمطبخ المغربي كرافعة للسياحة الراقية والتنمية المحلية

وجه عبد الرحمان الوفا، عضو مجلس المستشارين، سؤالاً شفوياً إلى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، سلط من خلاله الضوء على الإمكانات الهائلة للمطبخ المغربي ودوره المحتمل في تعزيز الجاذبية السياحية للمملكة وتحقيق تنمية محلية مستدامة.
دعا البرلماني، في سؤاله، إلى ضرورة استثمار المكانة العالمية المتنامية التي يحظى بها المطبخ المغربي.
واعتبره “رافعة حقيقية لاستقطاب السياحة الراقية وتحقيق التنمية المحلية”، مؤكداً أن هذا المطبخ لا يمثل مجرد فن للطهي، بل هو أحد أبرز عناصر الهوية الثقافية العريقة للمملكة، وأحد أكثر مكوناتها شهرة على المستوى الدولي.
وأبرز الوفا التنوع الغني الذي يميز المطبخ المغربي، معتبراً أنه يعكس التراكم الحضاري والتعدد الجغرافي والثقافي الذي عرفه المغرب، حيث تمتزج أطباقه ببراعة بين التأثيرات الأمازيغية، العربية، الأندلسية، المتوسطية، والأفريقية، مقدمة بذلك تجربة حسية فريدة.
وفي سبيل تدعيم موقفه، استعرض البرلماني سلسلة من الإنجازات والاعترافات الدولية التي حظي بها المطبخ المغربي مؤخراً.
فمن أبرزها فوزه بلقب “أفضل مطبخ في العالم” خلال شهر يوليو 2024، في مسابقة نظمتها منصة “Pubity Cuisine”، حيث حصد المغرب أكثر من 2.5 مليون صوت من أصل 38 مليون متابع، متفوقاً بذلك على مطابخ ذات صيت عالمي عريق.
كما أشار إلى المشاركة المغربية المرتقبة في نهائيات “بوكوس دور 2025″، التي تُعد من أبرز المحافل العالمية لفنون الطهي التنافسي.
وسلط الضوء أيضاً على النتائج المميزة التي حققها المغرب في مهرجان “ملوك الطهي العالمي” الذي نظم في تونس، حيث توج بـ15 ميدالية ذهبية وميداليتين فضيتين، وحاز طبق “البسطيلة باللوز” على لقب أفضل طبق في المهرجان.
واعتبر الوفا أن هذا الزخم الدولي المتواصل والإنجازات المتعددة تمثل “فرصة استراتيجية سانحة” يجب استغلالها بشكل أمثل.
ورأى أن ذلك سيساهم في تقوية جاذبية الوجهة السياحية المغربية، خصوصاً لدى شريحة السياح الباحثين عن تجارب أصيلة وراقية، والذين يعتبرون فن الطهي جزءاً أساسياً من رحلتهم. وشدد على أن الترويج للمطبخ المغربي بمختلف أشكاله، سواء التقليدي أو العصري، الجهوي أو المحلي، يمكن أن يساهم بشكل مباشر في تنشيط الدورة الاقتصادية المحلية. وذلك من خلال دعم المطاعم والمقاهي، وإنعاش التعاونيات العاملة في مجال المنتجات المحلية المرتبطة بالطهي، وخلق فرص شغل جديدة للشباب والنساء.
واختتم عضو مجلس المستشارين سؤاله بمطالبة وزيرة السياحة بالكشف عن الإجراءات والتدابير العملية التي تعتزم الوزارة اتخاذها في المستقبل القريب.
وتهدف هذه الإجراءات، حسب سؤاله، إلى تثمين هذه السمعة الدولية المتزايدة التي يحظى بها المطبخ المغربي، وجعله أداة فعالة ومستدامة لجذب السياحة، وتعزيز التنمية المحلية، والمساهمة في تثمين التراث الثقافي الوطني غير المادي المرتبط بفنون الطهي.
