
فشل اجتماع مكتب مجلس مقاطعة جليز يعمق أزمة التسيير وانتقادات تطال الرئيس السالكي

حسن الخلداوي – مراكش الآن
لازال مسلسل التخبط الذي تشهده مقاطعة جليز بمراكش مستمرا، بعدما فشل رئيسها عمر السالكي في عقد اجتماع لمكتب المجلس، أول أمس الجمعة، إثر عدم انعقاد “النصاب”، مما حال دون مناقشة النقطة الوحيدة المدرجة في جدول الأعمال والمتعلقة بدعم مشاريع الجمعيات في المجالات الثقافية والرياضية والاجتماعية.
ووجد رئيس المجلس، عمر السالكي، نفسه وحيداً رفقة نائبين فقط خلال الاجتماع، وهو ما يعكس حجم الشرخ والانقسام داخل صفوف المكتب المسير للمجلس، خاصة بعد الجدل الذي سبق وأن نشب بين الرئيس ونائبته حول ملف توزيع قفف رمضان خلال اجتماع سابق، والذي كشف عن هوة الخلافات العميقة في وجهات النظر وطريقة التسيير.
ويأتي هذا الفشل في عقد الاجتماع لينضاف إلى سلسلة الانتقادات اللاذعة التي يوجهها أعضاء بالمجلس إلى طريقة إدارة الرئيس السالكي لشؤون المقاطعة.
ففي حوار سابق لجريدة “مراكش الآن”، كشف محمد أوزيو، عضو مجلس مقاطعة جيليز عن حزب التجمع الوطني للأحرار، عن “تفاصيل صادمة” تخص عملية توزيع قفة رمضان الأخيرة، مؤكداً أن عدداً من المستفيدين تفاجأوا برداءة بعض المواد الغذائية المقدمة، وعلى رأسها الدقيق الذي وصفه بغير القابل للاستهلاك، والطماطم المركزة التي تم اختيار نوع “تجريبي” غير معروف لدى عموم المستهلكين، مما أثار علامات استفهام حول معايير الاختيار والشفافية في هذه العملية.
وأكد العضو محمد أوزيو أن أغلبية أعضاء مجلس مقاطعة جليز يجهلون تماماً النوع التجاري لمحتويات القفة الرمضانية والمعايير التي تم بناءً عليها اختيار تلك المنتجات دون غيرها، معتبراً ذلك دليلاً واضحاً على غياب أي تنسيق حقيقي بين الرئيس وباقي أعضاء المجلس.
وقد طالب أوزيو والي جهة مراكش آسفي وعامل عمالة مراكش، فريد شوراق، بالتدخل العاجل لإيقاف توزيع تلك القفف التي وصفها بـ”المشبوهة” وضمان وصول مساعدات ذات جودة عالية للمستحقين.
ويبدو أن المشاكل تتراكم على رئيس مقاطعة جليز، حيث يأتي هذا الفشل في عقد الاجتماع بعد أيام قليلة من اعتقال نائبه الرابع، رشيد التمادلي، على خلفية القضية المعروفة إعلامياً بـ “قضية الزائر ومن معه”، وهو ما يزيد من حالة الارتباك والفوضى التي تعيشها المقاطعة.
كما عاش عمر السالكي رئيس مقاطعة جيليز على وقع خلاف صامت بينه ونائبيه قبل أن ينفجر الوضع بعدما وضع هذين الاخيرين شكاية مباشرة في حقه الى السلطات القضائية وهو الملف الذي لازال يراوح مكانه لأزيد من سنتين.
وإزاء هذه التطورات المتسارعة والانتقادات المتزايدة، يبدو أن ولاية عمر السالكي على رأس مقاطعة جليز تمر بفترات عصيبة تتسم بغياب التوافق الداخلي وتصاعد الاتهامات بسوء التسيير وعدم الشفافية في تدبير الشأن المحلي.
