شهدت مدينة المضيق إنقاذ طفلتين توأمتين، وذلك بعد أسبوع كامل من الغموض والقلق الذي خيم على أسرتيهما منذ اختفائهما.

وقد تمكنت عناصر الشرطة بالمدينة، مساء يوم العيد (الاثنين)، من توقيف سيدة أربعينية يشتبه في تورطها في عملية اختطاف الطفلتين.

وجاء هذا التدخل الأمني الناجح عقب انتشار واسع لمقطع فيديو مؤثر لوالد التوأمتين عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث ناشد فيه السلطات الأمنية بضرورة التدخل العاجل لإنقاذ ابنتيه وكشف ملابسات اختفائهما.

وقد لقي الفيديو تفاعلاً وتعاطفاً كبيراً من طرف رواد الإنترنت، مما ضغط على الجهات المعنية لتسريع وتيرة التحقيقات.

وحسب مصادر أمنية موثوقة، فإن الأبحاث والتحريات الدقيقة التي باشرتها المصالح الأمنية بحي “عين شوفو” بالمضيق، بناءً على معلومات دقيقة وتتبع حثيث، تمكنت من تحديد مكان تواجد الطفلتين المختطفتين داخل إحدى العمارات السكنية.

وقد لعبت إفادة والد الطفلتين دوراً حاسماً في هذا الاكتشاف، حيث تمكن الأب، بعد بحث مضن استمر لمدة أسبوع، من تزويد الأمن بمعلومات قادت إلى تحديد موقعهما.

وكان الأب قد تقدم ببلاغ حول اختفاء ابنتيه التوأمتين مساء يوم الاثنين 24 مارس 2025، أثناء أدائه لصلاة التراويح، ولم تتوفر حينها أي معلومات حول مكان وجودهما أو الجهة التي قامت باختطافهما.

وبعد جهود أمنية مكثفة، تم العثور على الطفلتين وهما بصحة جيدة رفقة السيدة المشتبه بها الرئيسية داخل منزل كانت تقيم فيه، ليتم على الفور اقتيادها إلى مقر الشرطة من أجل تعميق البحث معها وكشف كافة تفاصيل وملابسات هذه القضية.

وفي سياق التحقيقات الأولية، كشف والد الطفلتين عن معطيات تفيد بأن الحي الذي يقطنه شهد في ليلة اختفاء ابنتيه قيام ثلاث شابات باستدراجهما، وهو ما يرجح فرضية ارتباط هذه العملية بمحاولة تهجير غير شرعي عبر البحر الأبيض المتوسط، في إطار نشاط محتمل لشبكة متخصصة في الاتجار بالبشر.

إلا أن تشديد الإجراءات الأمنية على المعابر الحدودية في ليلة عيد الفطر، حال دون تنفيذ هذا المخطط، مما أدى إلى بقاء الطفلتين داخل التراب الوطني.

وتواصل المصالح الأمنية بمدينة المضيق تحقيقاتها المكثفة بهدف الكشف عن مدى ارتباط السيدة المشتبه بها بشبكة منظمة تنشط في مجال اختطاف الأطفال والاتجار بهم، وتحديد هوية باقي المتورطين المحتملين في هذه القضية، وذلك تمهيداً لإحالة الملف على النيابة العامة المختصة لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المتورطين.