
تفكيك شبكة إجرامية خطيرة تتاجر في بطائق اللقاح المزورة للحجاج والمعتمرين بالرباط

تمكنت المصالح الأمنية بالمغرب من وضع حد لنشاط شبكة إجرامية متخصصة في تزوير وثائق حساسة، حيث تورطت في تزييف بطائق اللقاحات الخاصة بالتهاب السحايا وبيعها لفائدة الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة.
وقد مثل ثلاثة من أفراد هذه الشبكة أمام المحكمة الابتدائية بالرباط يوم الثلاثاء الماضي، بينما لا يزال البحث جارياً عن خمسة مشتبه بهم آخرين صدرت في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني.
وكشفت مصادر إعلامية أن هذه الشبكة الإجرامية قامت بتزوير ما يزيد عن 300 بطاقة لقاح ضرورية لدخول المملكة العربية السعودية، والتي أصبحت إلزامية على جميع المعتمرين والحجاج منذ فاتح فبراير الماضي.
ولم يقتصر نشاط الشبكة على تزوير بطائق اللقاحات فحسب، بل امتد ليشمل تزوير وثائق إدارية أخرى لتمكين الأشخاص من السفر وأداء المناسك.
وقد اعترف أحد الموقوفين خلال التحقيقات الأولية بأنه كان يقوم بتصنيع هذه البطائق الصحية المزورة بهدف الاتجار فيها، وذلك بتواطؤ مع أشخاص آخرين، من بينهم شخص كان شريكاً له في عملية التزوير، بالإضافة إلى مسير وكالة أسفار الذي لا يزال متوارياً عن الأنظار.
وقد قدمت عناصر الشرطة القضائية إلى النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط مجموعة من نماذج الأختام التي كانت تستخدم في عمليات التزوير كأدلة مادية.
كما تم إخضاع الأجهزة الإلكترونية التي تم حجزها لتحليل دقيق من قبل خبراء مختبر المديرية العامة للأمن الوطني، وذلك للكشف عن المزيد من التفاصيل المتعلقة بنشاط هذه الشبكة.
وفيما يتعلق بالتهم الموجهة للمتهمين، فقد تمت متابعة الرأس المدبر للشبكة بتهم ثقيلة تشمل “المشاركة في التزوير في وثائق تصدرها الإدارة العامة وصنع شهادات تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها”، وهي نفس التهم التي يواجهها المتهم الثالث الذي لا يزال في حالة فرار.
أما المتهم الثاني الموقوف، فيواجه تهماً إضافية تتعلق بـ “التزوير في محرر بنكي والتزوير في وثائق تصدرها الإدارة العامة والمشاركة في استعمالها، وصنع شهادات تتضمن وقائع غير صحيحة واستعمالها”.
وقد قررت المحكمة الابتدائية بالرباط تأجيل النظر في هذه القضية إلى يوم الخميس المقبل لمناقشة تفاصيلها، بينما تواصل الشرطة القضائية تحقيقاتها المكثفة للقبض على الخمسة المشتبه بهم الآخرين الذين وردت أسماؤهم على لسان المتهم الرئيسي، والذي أكد أنهم يعتبرون الرؤوس المدبرة لهذه العملية الإجرامية وأنه كان مجرد مشارك فيها.
