يشهد قطاع النقل السككي في المغرب نقلة نوعية جديدة مع استعداد المملكة لاستقبال 18 قطاراً فائق السرعة من طراز “أفيليا أوريزون”، والتي ستلعب دوراً محورياً في توسيع شبكة السكك الحديدية فائقة السرعة لتشمل مدينة مراكش.

وقد أكدت شركة “ألستوم” الفرنسية الرائدة في مجال النقل الذكي والمستدام، أنها تعمل على تزويد المغرب بهذه القطارات الحديثة في إطار صفقة توريد مع المكتب الوطني للسكك الحديدية (ONCF) تقدر قيمتها بـ 781 مليون يورو.

وأوضحت الشركة في بيان لها أن هذه الصفقة الهامة تأتي في سياق مشروع تمديد خط القطار فائق السرعة ليشمل مدينة مراكش، وهو ما سيساهم بشكل كبير في تعزيز الربط بين مختلف المدن الرئيسية في المملكة وتسهيل حركة المسافرين.

وبحسب البيان، فإن قطارات “أفيليا أوريزون” الجديدة، التي تتميز بتصميمها المكون من طابقين، ستعمل على تقليص مدة الرحلة بين مدينتي طنجة ومراكش بشكل ملحوظ، مما سيوفر الوقت والجهد على المسافرين.

كما أن هذه القطارات ستساهم في تحقيق أهداف الاستدامة وتقليل البصمة الكربونية لوسائل النقل.

وتتميز هذه القطارات بقدرتها على العمل بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، مما يجعلها من بين أسرع القطارات في العالم.

كما توفر مرونة تشغيلية عالية وتضمن تجربة سفر فريدة ومريحة للركاب بفضل تصميمها المبتكر.

وتتكون القطارات من قاطرتين حديثتين تتميزان بصغر الحجم والأداء العالي، بالإضافة إلى عربات مترابطة ومزدوجة الطابق توفر أعلى سعة استيعابية للمقاعد في السوق، مما يقلل من التكلفة الإجمالية للملكية لكل مقعد.

كما تتميز هذه القطارات بتقليل تكاليف التشغيل والصيانة بفضل تصميمها الذي يقلل من عدد عجلات التدوير.

وفي سياق متصل، أشارت شركة “ألستوم” إلى أن هذه الصفقة تأتي بدعم من الجمهورية الفرنسية التي ستقدم تمويلاً للمغرب بقيمة 781 مليون يورو على شكل قرض لشراء هذه القطارات.

وقد تم الإعلان عن هذا التعاون المالي في قطاع السكك الحديدية خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في أكتوبر 2024، حيث تم توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين في هذا المجال.

ويعتبر تمديد خط القطار فائق السرعة إلى مراكش خطوة استراتيجية هامة ستعزز من جاذبية المدينة السياحية والاقتصادية، وستساهم في تسهيل حركة التنقل بين مختلف جهات المملكة، مما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني والمواطنين على حد سواء.