كشف وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن تحقيق قفزة نوعية في قطاع التعليم الأولي بالمغرب، حيث بلغ إجمالي عدد حجرات التعليم الأولي التي تم بناؤها وتجهيزها في المؤسسات العمومية خلال الموسم الدراسي 2023/2024، 21 ألفاً و575 حجرة، مقارنة بـ 2733 حجرة فقط خلال الموسم الدراسي 2019/2018.

وأوضح الوزير في معرض جوابه على سؤال كتابي تقدم به النائب البرلماني إدريس السنتيسي حول مدى تقدم برنامج تعميم التعليم الأولي، أن هذا الارتفاع الكبير في عدد الحجرات الدراسية ساهم بشكل مباشر في استقطاب 611 ألفاً و752 طفلاً وطفلة للتعليم الأولي العمومي، لتصل نسبة التمدرس في هذا المستوى التعليمي إلى 82.1% خلال الموسم الدراسي الحالي 2023/2024.

وأشار برادة إلى أن الوزارة أطلقت في يوليوز 2018 البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي، وذلك بهدف ضمان توفير تعليم أولي ذي جودة عالية لجميع الأطفال في أفق الموسم الدراسي 2027/2028.

وفي سبيل تحقيق هذا الهدف الطموح، تم اتخاذ مجموعة من الإجراءات الهامة، بدءاً بتوسيع العرض التربوي من خلال توفير الاعتمادات المالية اللازمة، حيث شهدت الميزانية المخصصة للتعليم الأولي ارتفاعاً ملحوظاً من مليار و350 مليون درهم سنة 2019 إلى مليارين و560 مليون درهم في ميزانية سنة 2024.

كما لفت الوزير إلى الدور الهام للشراكات مع جمعيات المجتمع المدني في تسيير الأقسام الدراسية التي يتم إحداثها من قبل الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين. وفي هذا الإطار، تبنت الوزارة منذ الموسم الدراسي 2022/2023 مقاربة جديدة تعتمد على تكليف جمعيات وطنية ذات خبرة واسعة في مجال التعليم الأولي بتسيير هذه الأقسام.

وعلى صعيد تأطير هذا المجال، أكد برادة أنه تم إصدار وثائق مرجعية لتنظيم التعليم الأولي من الناحية المنهجية والبيداغوجية، بالإضافة إلى الشروع في تجريب نماذج جديدة لتوسيع العرض التربوي في المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، والعمل على تركيب حجرات دراسية مسبقة الصنع في المناطق التي تشهد طلباً مرتفعاً على التعليم الأولي.

وفيما يتعلق بجودة التعليم الأولي، شدد الوزير على الاهتمام الكبير الذي توليه الوزارة للموارد البشرية العاملة في هذا القطاع، من خلال الحرص على انتقاء المربيات والمربين الذين يستوفون الشروط القانونية ولديهم خبرة في المجال، واعتماد إطار مرجعي يحدد وظائف وكفايات هذه الفئة الهامة.

وأشار الوزير إلى أنه تم إرساء منظومة متكاملة للتكوين بشراكة مع المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، تشمل تكويناً أساسياً قبل الالتحاق بالعمل، وتكويناً تكميلياً خلال السنة الأولى من العمل يصل إلى 550 ساعة، بالإضافة إلى دورات للتكوين المستمر لمدة ستة أيام. كما يجري العمل على وضع استراتيجية وطنية لتأهيل التعليم الأولي غير المهيكل في المستقبل.