قرر قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بفاس، اليوم الخميس، تأجيل جلسة التحقيق التفصيلي في قضية الاعتداءات الجنسية المزعومة التي طالت تلميذات بمنطقة “كيكو” بإقليم بولمان إلى تاريخ 15 أبريل المقبل.

ويأتي هذا التأجيل بعد تفجر القضية إثر محاولة انتحار إحدى التلميذات داخل مؤسستها التعليمية، وذلك بعد تعرضها لابتزاز من زميلتها.

وتفيد مصادر مطلعة بأن المتهم الرئيسي في هذه القضية يواجه اتهامات تتعلق بـ “هتك عرض بدون عنف نتج عنه افتضاض”، بينما يتابع ثلاثة مشتبه فيهم آخرين، من بينهم فتاتان، بتهم “المشاركة في هتك عرض قاصر باستعمال العنف وجلب أشخاص لممارسة البغاء”.

وفي سياق تعميق التحقيقات، استمعت عناصر الدرك الملكي إلى شهادتي تلميذتين جديدتين أكدتا عدم تعرضهما لأي اعتداء جنسي.

وأوضحت التلميذتان أن زميلتهما الموقوفة حالياً بسجن “بوركايز” على خلفية هذه القضية، هي من عرضت عليهما ممارسة الجنس مع شخص مقابل المال، وهو العرض الذي رفضتاه.

كما شملت التحقيقات عدداً من الأشخاص الآخرين الذين وردت أسماؤهم خلال البحث، إلا أنهم جميعاً نفوا أي علاقة لهم بالقضية، ليتقرر إطلاق سراحهم بناءً على تعليمات النيابة العامة المختصة.

وكشفت المعطيات المتوفرة أن التلميذة الموقوفة متورطة في التوسط في أعمال البغاء مقابل الحصول على مبالغ مالية.

وعلى صعيد آخر، كثفت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس تحركاتها بعد دخولها على خط هذه القضية التي هزت الرأي العام المحلي.

وقد بادرت الأكاديمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، من بينها عقد جلسات استماع للتلميذات اللاتي يحتمل أنهن ضحايا، بهدف تقديم الدعم النفسي لهن.

كما أوفدت لجان متخصصة للتحقيق في ملابسات القضية بشكل شامل، بالإضافة إلى برمجة أنشطة وقائية وتوعوية داخل خلايا الإنصات الموجودة في إعدادية 3 مارس وثانوية أبي بكر الرازي، وذلك لمواكبة الوضع النفسي والاجتماعي للتلميذات المعنيات.

وحتى الآن، بلغ عدد الموقوفين في هذه القضية أربعة أشخاص، من بينهم تلميذتان تدرسان في الثانوية المذكورة، وشاب، وقريب للضحية الأولى.

وقد كشفت التحقيقات الأولية أن هذا القريب هو المسؤول عن فقدان الضحية لعذريتها في سن مبكرة، قبل أن تكشف سرها لزميلتها التي قامت بابتزازها لاحقاً. وتواصل السلطات الأمنية حالياً جهودها للبحث عن مشتبه به آخر تم تحديد هويته في هذه القضية المعقدة.