
تحقيقات موسعة تكشف معطيات صادمة في قضية استغلال تلميذات بمنطقة بولمان

تتواصل التحقيقات المكثفة التي تجريها مصالح الدرك الملكي بالمركز القضائي لبولمان في قضية استغلال فتيات قاصرات يدرسن بإحدى الثانويات التابعة لجماعة كيكو.
القضية التي هزت الرأي العام المحلي تفجرت إثر محاولة تلميذة يائسة وضع حد لحياتها بالقفز من داخل مؤسستها التعليمية، بعد تعرضها لابتزاز بشع من قبل زميلتها.
وفي تطورات جديدة ومثيرة للقلق، كشفت مصادر محلية، أن الضابطة القضائية استمعت إلى دركي سابق كان يعمل بالمنطقة، وذلك بعد ورود اسمه ضمن المشتبه بهم في استغلال التلميذة التي حاولت الانتحار.
وتشير التحقيقات إلى تورطه المحتمل في تهديد الضحية بنشر مقطع فيديو يخصها.
وفي سياق متصل، يخضع سائق سيارة خاصة حالياً لتحقيقات معمقة، بعد أن ذكرت الضحية اسمه في إفاداتها.
وتجري هذه الأبحاث بسرية تامة نظراً لحساسية القضية، خاصة بعد أن تم تقديم الدفعة الأولى من الموقوفين، والتي تضم أربعة أشخاص، أمام الوكيل العام للملك خلال الأسبوع الماضي.
وشملت هذه المجموعة تلميذتين من نفس الثانوية، بالإضافة إلى شاب وقريب للضحية.
وقد كشفت التحقيقات الأولية أن هذا القريب كان مسؤولاً عن فقدان الضحية عذريتها في سن مبكرة، وهو السر الذي باحت به لاحقاً لزميلتها التي استغلت الأمر لابتزازها.
وفي إطار تعميق التحريات، استمعت عناصر الدرك الملكي إلى شهادات تلميذتين جديدتين، اللتين أكدتا أنهما لم تتعرضا لأي اعتداء جنسي.
ولكنهما كشفتا أن التلميذة الموقوفة حالياً بسجن بوركايز المحلي على خلفية هذه القضية، هي من عرضت عليهما ممارسة الجنس مع أحد الأشخاص مقابل الحصول على المال، وهو العرض الذي رفضتاه بشدة.
كما شملت التحقيقات عدداً من الأشخاص الآخرين الذين وردت أسماؤهم خلال البحث، إلا أنهم جميعاً نفوا أي علاقة لهم بالقضية، ليتم إطلاق سراحهم لاحقاً بناءً على تعليمات النيابة العامة.
وفي المقابل، تشير المعطيات المتوفرة إلى أن التلميذة الرئيسية الموقوفة متورطة في تسهيل أعمال البغاء مقابل الحصول على مبالغ مالية.
على صعيد آخر، تحركت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة فاس مكناس بشكل مكثف على خلفية هذه القضية التي هزت المؤسسات التعليمية بمنطقة كيكو، وتحديداً إعدادية 3 مارس وثانوية أبي بكر الرازي.
وقد بادرت الأكاديمية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، تضمنت تنظيم جلسات استماع للتلميذات اللواتي قد يكن ضحايا محتملات، بهدف تقديم الدعم النفسي اللازم لهن.
كما قامت بإيفاد لجان متخصصة لتقصي الحقائق وكشف ملابسات القضية، بالإضافة إلى برمجة أنشطة وقائية داخل خلايا الإنصات الموجودة في المؤسستين التعليميتين، وذلك لمواكبة الوضع التربوي والاجتماعي للتلميذات المعنيات وتقديم الدعم اللازم لهن في هذه الظروف الصعبة.
