
نبيل عيوش: أفلامي تعكس الواقع وتغيير العقليات يتطلب الوقت

كشف المخرج والمنتج المغربي نبيل عيوش عن ارتباطه العميق بالمغرب وثقافته منذ طفولته، مؤكداً أنه سعى جاهداً لتعلم اللهجة المغربية “الدارجة” رغم نشأته بالقرب من باريس بجانب والدته الفرنسية.
وفي حوار صحفي، استعرض نبيل عيوش تفاصيل رحلته من الطفولة إلى عالم الإخراج والإنتاج، حيث أوضح أنه ولد وترعرع في ضواحي باريس لأم فرنسية وأب مغربي، وأن فترة إقامته في المغرب خلال طفولته كانت قصيرة بسبب انفصال والديه وعودته المبكرة إلى فرنسا مع والدته.
وتحدث عيوش عن فترة مهمة في حياته، حيث عاد إلى المغرب في سن الثالثة مع والديه، لكن هذا الاستقرار لم يدم طويلاً بسبب انفصالهما، مما دفعه للعودة إلى فرنسا والاستقرار في مدينة صغيرة بالقرب من باريس، اشتهرت بمشاكل العنف.
وأكد المخرج المغربي أن تجاربه في الطفولة كان لها تأثير كبير على حياته ونظرته إلى الأمور، مشيراً إلى أن حضوره المستمر لأنشطة دار للشباب والثقافة لمدة عشر سنوات في صغره، ساهم في تعليمه الغناء والرقص والمسرح والكتابة، بالإضافة إلى تكوين رؤيته الإخراجية من خلال مشاهدة العديد من الأفلام.
وأضاف أن دار الشباب فتحت له آفاقاً واسعة لرؤية العالم من خلال الفن والثقافة، وهو ما دفعه لنقل هذه التجربة إلى المغرب عبر مؤسسة علي زاوا ومعاهد النجوم المنتشرة في عدة مدن مغربية.
وفي سياق حديثه ببرنامج “الفن في حياتي”، كشف عيوش عن شغفه بالدارجة المغربية ورغبته في تعلمها بمفرده، موضحاً أنه لم يجد من يتحدث معه بها في طفولته، لذلك اجتهد لتعلمها واكتشاف الثقافة المغربية من خلال عدسة الكاميرا.
وأشار إلى أن دخوله عالم السينما المغربية كان من خلال أفلامه، حيث كان فيلم “الحجر الأزرق” أول أفلامه القصيرة، بينما كان فيلم “المكتوب” باكورة أعماله الطويلة، مؤكداً أنه تعرف على تفاصيل المغرب وطبيعة شعبه من خلال الفن والثقافة.
ولفت عيوش إلى أن لقاءه بالناس في المناطق الجبلية كان له تأثير عميق عليه، حيث استطاعوا أن يدخلوا قلبه ويؤسسوا علاقة قوية بينه وبين وطنه الأم.
وأوضح أنه لم يكن يخطط في البداية ليصبح مخرجاً، لكن شغفه بمشاهدة الأفلام في طفولته قاده تدريجياً نحو هذا الحلم الذي اكتشفه خلال تجربته في التمثيل. وبسبب خجله وعدم اقتناعه بموهبته كممثل، قرر الوقوف خلف الكاميرا ليحكي قصصه وتجاربه من منظور المخرج.
ويؤكد نبيل عيوش أنه لا يعتبر نفسه مشهوراً ولا يصنع الأفلام بحثاً عن النجومية، بل ينظر إلى الإخراج كمهمة يسعى من خلالها لإيصال رسائله وقصصه للجمهور.
واختتم حديثه بالإشارة إلى أن علاقته بالجمهور المغربي بدأت مع فيلم “المكتوب” في عام 1998، وتوطدت مع فيلم “علي زاوا”، معبراً عن حبه لصناعة السينما في المغرب رغم تباين آراء الجمهور حول أعماله.
وعلق على الانتقادات التي تطاله قائلاً إنه من الصعب أحياناً أن تعرض للناس ما لا يرغبون في رؤيته، حتى لو كان واقعياً، أو أن تمنحهم صورة إنسانية حقيقية قد لا يرونها في حياتهم اليومية، معتبراً أن تغيير الأفكار والمعتقدات يحتاج إلى وقت، وأن أفلامه هي بمثابة رحلة طويلة نحو تحقيق هذا الهدف.
