الدكتور بنطلحة يكتب: البحر يولد من جديد

الدكتور بنطلحة يكتب: البحر يولد من جديد

د. محمد بنطلحة الدكالي – مدير المركز الوطني للابحاث والدراسات حول الصحراء

علم الجمال» هو علم الأحكام التقويمية التي تميز بين الجميل والقبيح، علما أن أول من دعا إلى إيجاد هذا العلم هو باومجارتن 1714-1762، حيث يرى أن مهمة علم الجمال هي التوفيق بين ميدان الشعور الحسي وميدان الفكر العقلي وأنه «نظرية المعرفة الحسية لما هو جميل» وأنه «علم فن الشعور».

إنه الشعور بجمالية الفضاء والأمكنة، وكيف يمكنها أن تكون في إطار ثقافة جمالية تسعى إلى اكتشاف الجمال في الإنسان والطبيعة والمجتمع، وغايتها الأساسية هي تنمية وتربية ذوق الإنسان في كنهه وكذا العالم المحيط به، وهي عكس الرداءة بطبيعة الحال التي تنبني على الاستهانة بالأمور وانعدام الجدية في الإنجاز، وهو ما ينتج تلوثا بصريا وثقافة قبح، في غياب تربية جمالية.

التربية على الجمال تجعلنا ندرك أن علم الجمال هو فلسفة الوعي الجمالي وفلسفة القدرة على الإبداع الأكثر صدقا وجمالا، وبالتالي إن المجتمعات تحرص على تدريس الناشئة ثقافة الجمال والتفكير الإبداعي من أجل تكوين سلامة الذوق وتنمية الخيال، وبذلك نجد مدنا وفضاءات في الغرب تحاكي اللوحات الفنية في تصميمها وإنجازها.

من حظ مدينة الجديدة الساحلية أن يتولى شؤونها مسؤول ترابي حرص منذ تعيينه على إضفاء بعد جمالي من أجل تحسين جودة الحياة.

الجديدة عروس الشواطئ جوهرة الأطلسي، شاءت «الظروف» أن يقام على طول واجهتها البحرية بشارع النصر سور من الإسمنت غطى على زرقة المياه وعذوبة الأمواج وأصبح مرتعا للأزبال والمشردين… حتى بات الزائر بفعل السور يخال أنه يمر بمحاذاة مقبرة..!

المسؤول الترابي صالح الساكنة مع بحرها وذاكرتها، وقام بإصلاح هذا السور واجتتاث الأعشاب والطفيليات…

فبعد أن أوصدت نوافذ الأطلسي وتوارت آفاقه الفسيحة خلف الجدران، ولم يعد يسمع إلا صدى موجه الحزين يتردد من بعيد.

هي ذي نوارس البحر تسبح في الفضاء… مبشرة بقدوم صبح جميل..

بعد أن صار البحر ذكرى، هي ذي زرقة مياهه تعانق عيون الشعراء والحالمين…

ونور الشمس ينشر الدفء في القلوب…

طوبى لأبناء البحر وأحبائه…

البحر يولد من جديد…

videossloader مشاهدة المزيد ←