
الحاج عبد الوهاب.. نصف قرن في صناعة الشباكية المغربية بمراكش +فيديو

وحيد الكبوري – (فيديو عبد الاله لغريني) – مراكش الآن
في قلب المدينة الحمراء، حيث تنبض الحياة بإيقاعها الرمضاني، يبرز اسم الحاج عبد الوهاب كواحد من أعرق صناع الشباكية المراكشية، إذ ظل لأزيد من خمسين عامًا يحافظ على أسرار هذه الحلوى التقليدية، التي باتت جزءًا لا يتجزأ من مائدة الإفطار المغربية.
بدأ الحاج عبد الوهاب مسيرته في عالم الحلويات منذ صغره، حيث تعلم فنون تحضير الشباكية.
وبفضل تفانيه وإتقانه للمهنة، أصبح محله في شارع علال الفاسي قبلة لعشاق الشباكية، سواء من سكان مراكش أو الزوار القادمين من مختلف المدن المغربية وحتى السياح الأجانب، الذين يحرصون على تذوق هذه الحلوى الشهيرة بمذاقها الفريد.
ورغم المنافسة الشديدة وظهور متاجر جديدة متخصصة في بيع الشباكية، إلا أن اسم الحاج عبد الوهاب ظل صامدًا، بفضل اعتماده على وصفات تقليدية متوارثة، واستخدامه لمكونات طبيعية ذات جودة عالية، حيث يؤكد أن سر نجاحه يكمن في احترامه للأصول التقليدية في التحضير، وعدم التنازل عن الجودة مهما كانت الظروف.
وفي حديثه عن شهر رمضان، يؤكد الحاج عبد الوهاب أن الإقبال على الشباكية يتضاعف خلال هذا الشهر الفضيل، حيث يبدأ التحضير منذ ساعات الفجر، لتلبية طلبات الزبائن الذين يحرصون على اقتناء هذه الحلوى التي ترافق حساء “الحريرة” على موائد الإفطار.
أما الزبائن، فيصفون محله بأنه أكثر من مجرد متجر للحلويات، بل هو معلم تاريخي يعكس أصالة المطبخ المغربي، حيث تجد فيه عبق الماضي ممزوجًا بروح الحاضر.
وبينما يواصل الحاج عبد الوهاب عمله بشغف وإخلاص، يظل اسمه رمزًا لحرفة أصيلة، استطاع من خلالها أن يحفر اسمه في ذاكرة المراكشيين كأحد أشهر صناع الحلوى الشباكية، التي تبقى جزءًا لا يتجزأ من التراث المغربي العريق.
