وحيد الكبوري – مراكش الآن

في سياق التفاعل مع القرار الملكي الداعي إلى الاحتفال بعيد الأضحى دون أضحية، أبدى عبد الإله الزطوطي، نائب رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش آسفي، تأييده المطلق لهذا التوجه، مؤكدًا أن الوضع الراهن يتطلب إجراءات جريئة للحفاظ على التوازن الاقتصادي والاجتماعي، خصوصًا في ظل التحديات المناخية والاقتصادية التي تواجه القطاع الفلاحي.

وفي تصريحه ل”مراكش الآن”، شدد الزطوطي على ضرورة اتخاذ تدابير عاجلة لدعم صغار الكسابين خصوصا باقليم الرحامنة وجهة مراكش اسفي، الذين يعانون من تداعيات الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، مؤكدًا أن الحل يكمن في وضع استراتيجية بعيدة المدى تضمن استمرارية قطاع تربية المواشي وتمنع تدهوره.

وأشار الزطوطي إلى أن أحد التحديات الكبرى التي يواجهها القطاع هو سلوكيات المضاربين، المعروفين محليًا بـ”الشناقة”، الذين يتسببون في رفع الأسعار بشكل غير مبرر، ما يضر بالكسابة الصغار والمستهلكين على حد سواء.

وقال في هذا الصدد: “يجب وضع حد لهذه الممارسات التي تزيد من معاناة الفلاحين وتفاقم أزمة السوق الوطنية”.

كما دعا المسؤول الفلاحي إلى ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة للحفاظ على إناث المواشي، باعتبارها الركيزة الأساسية في استدامة عملية التناسل، مشيرًا إلى أن بيع هذه الإناث بسبب الأزمة الاقتصادية سيؤدي إلى نقص خطير في أعداد القطيع الوطني مستقبلاً.

وأكد أن “حماية إناث الماشية ليست مجرد خيار، بل ضرورة ملحة لضمان استقرار القطاع الفلاحي وتجنب أزمة لحوم مستقبلية”.

ولم يغفل الزطوطي أهمية دعم مربي المواشي من خلال تحفيزات مالية وإجراءات تنظيمية تحميهم من تداعيات الأزمات الاقتصادية والمناخية.

وأوضح أن الحلول المستدامة تكمن في تقديم دعم مباشر للكسابين الصغار، وتوفير الأعلاف بأسعار مناسبة، إلى جانب خلق آليات لمساعدتهم على تطوير إنتاجهم دون الحاجة إلى بيع مواشيهم بأسعار متدنية.

كما أكد الزطوطي في تصريحاته على ضرورة إلغاء الدعم لمستوردي المواشي الذين يستفيدون من الإعفاء الضريبي، إذ يقومون باستيراد المواشي وتخزينها حتى حلول عيد الأضحى لاستغلال ارتفاع الأسعار، وهو ما يصنفه ضمن تجارة الأزمات.

ودعا المسؤول إلى إعادة النظر في السياسات الداعمة لهذه الفئة، معتبرًا أن مثل هذا السلوك الاستغلالي يضر بالكسابة المحليين ويُخل بتوازن السوق، مما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة لحماية مربي المواشي ودعم الإنتاج الوطني بشكل يحقق توزيعًا عادلًا للأسعار واستقرار القطاع الفلاحي.

وفي ختام تصريحاته، أكد نائب رئيس غرفة الفلاحة بجهة مراكش آسفي أن المغرب بحاجة إلى رؤية استراتيجية متكاملة للحفاظ على الثروة الحيوانية، تشمل تنظيم الأسواق، ودعم الفلاحين، والحد من المضاربات، معتبراً أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستساهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز استقرار القطاع الفلاحي.