إيمان تيسي ـ مراكش الآن

قامت عناصر الدرك الملكي، عشية أمس الاثنين 24 فبراير، بإيقاف سائق سيارة للنقل المدرسي بالجماعة القروية المراسلة التابعة لإقليم آسفي على خلفية انتشار شريط فيديو لا أخلاقي رفقة تلميذة لم يتجاوز عمرها 16 عاما.

حين عرض الموقوف على أنظار وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بآسفي قرر الأخير فتح تحقيق في الموضوع قبل أن يتم عرضه على المحاكمة بنفس المحكمة.

وانتشر، أمس، شريط فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للموقوف برفقته تلميذة قاصر تجلس على فخديه وهو “يلقنها قواعد السياقة” وفي نفس الوقت يقدم لها ولزميلتها التي كانت توثق “رحلة تعلم السياقة” بكاميرا هاتفها النقال، كما انه كان يتباهى أمام التلميذتين بقطعة أرض جرداء أنها في ملكية أسرته قائلا “ها ها الأرض ديالنا هاهي” لتسأله التلميذتين “اش زارعين فيها” لترد زميلتها بسخرية “زارعين فيها الخس”، وهو ما استفزه قائلا:”زارعين فيها فيها فرينة قالين الخس”، قبل أن يتدارك الأمر ويستأنف “دروس تعليم السياقة”، حيث تحمست التلميذة التي كانت تمسك بمقود السيارة وهو يمسك بها لتقول: “والله الى خاصني ندوز البيرمي” ليرد عليها قائلا: “دابا نساو البيرمي وخدمو لي على الباك تشدوه بشي نقيطة زوينة” مرتديا عباء الموجه المدرسي وولي الأمر، مع العلم أن التلميذتين تدرسان بمستوى التاسعة إعدادي، وهو ما أثار استغرابهما حيث ردتا عليه بقول: “حنا باقي غ في التاسعة الباك باقي بعيد”، ليعقب على كلامهما: “والتاسعة غادي تشدوها انشاء الله الى طول الله في العمر” وهنا كان مرتديا عباءة “المؤمن صاحب اليقين”.

“رحلة تعليم السياقة” هذه ليست الأولى بل تكررت كما جاء على لسان السائق حيث سأل “تلميذتيه المجدتين” حين وصلوا الى منطقة “الرزوكات” ليسألهما: “فايت جيتيو معايا حتى لهنا؟” لترد “السائقة المتمرسة”: “ايه جينا ديك النهار”، قبل ان تبدي زميلتها رغبتها الملحة في السياقة بدعوى أن “المعلم” قرر أن واحدة تتولى قيادة رحلة الذهاب والأخرى التي تقوم بتوثيق الفيديو تتولى قيادة رحلة الإياب، قبل ان يطالب “السائقة” الجالسة على فخديه بإنقاص السرعة وتقوم بدورة ليعودوا أدراجهم في سيناريو مماثل من سياقة التلميذة الأخرى خلال العودة الى نقطة الانطلاقة.

شريط فيديو أثار غضب وسخط كل من شاهده وشاهد صور استغلال تلميذات وتعريض حياتهما للخطر إلى جانب استغلال سيارة وضعتها الدولة في خدمة التعليم والمتعليمن لمحاربة الهدر المدرسي خاصة في صفوف التلميذات بالقرى، مطالبين بتوقيف “معلم السياقة” والتحقيق معه في الواقعة.