وحيد الكبوري – مراكش الآن

وجهت مجموعة من أمهات وآباء وأولياء تلاميذ مدرسة الحسنية الأولى بالصويرة، وخصوصًا قسم التعليم الأولي وقاعة الموارد للتأهيل والدعم، تظلمًا توصلت “مراكش الآن” بنسخة منه، إلى عادل المالكي عامل إقليم الصويرة، معبرين عن رفضهم لنقل أبنائهم إلى مدارس أخرى خلال الموسم الدراسي الحالي دون إشعار مسبق.

وأكد الأولياء في مراسلتهم أن أبناءهم ينتمون لفئة خاصة من التلاميذ، إذ يعانون من اضطراب طيف التوحد، وهو ما يتطلب رعاية وبيئة تعليمية ملائمة تضمن لهم الاستقرار النفسي والتربوي.

وأوضحوا أن مدرسة الحسنية الأولى تعد المؤسسة الوحيدة في المجال الحضري التي تحتضن حصريًا أطفال التوحد، ما يجعلها بيئة مناسبة لهم بعيدًا عن الإعاقات المختلطة، مما ساعد على تحسين مستواهم الدراسي وتسهيل ولوجهم إلى المؤسسة.

وأشار المتضررون إلى أنهم رغم بعد المدرسة عن مقرات سكناهم وتحملهم أعباء التنقل اليومي، فإنهم فضلوا استمرار تمدرس أبنائهم بها نظرًا للأمان الذي توفره لهم، خاصة أن بعض التلاميذ يعتمدون على نظام المراوحة بين الأقسام الدامجة وقاعة الموارد للتأهيل والدعم.

كما عبر أولياء الأمور عن قلقهم من تداعيات نقل أبنائهم إلى مؤسسات أخرى، محذرين من التأثيرات السلبية لذلك على نفسيتهم، إضافة إلى الصعوبات التي ستواجه الأسر في توزيع أبنائها بين مدارس مختلفة، مما قد يعرضهم لمخاطر الطرقات ويؤدي إلى تشتت الأسر.

كما أشاروا إلى أن بعض الأطفال في سن مبكرة يعتمدون على إخوتهم الأكبر منهم في التنقل من وإلى المدرسة، ما يجعل قرار النقل مصدر قلق كبير لهم.

وحذر المتضررون من أن فرض هذا القرار قد يدفعهم إلى إبقاء أطفالهم في المنازل، وهو ما قد يؤدي إلى تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي، التي تسعى المنظومة التعليمية لمحاربتها.

وطالبوا بتدخل الجهات المسؤولة، وعلى رأسها عامل إقليم الصويرة، لإيجاد حل عاجل لهذه الإشكالية، واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان استمرار أبنائهم في الدراسة بمدرسة الحسنية الأولى.

ويأتي هذا التظلم في سياق تنامي مطالب الأسر المغربية بضرورة توفير بيئة تعليمية دامجة ومناسبة للأطفال في وضعية إعاقة، وفقًا لمقتضيات القانون الإطار 51.17 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين، الذي يؤكد على حق جميع الأطفال في تعليم منصف وعادل يأخذ بعين الاعتبار خصوصياتهم وحاجياتهم الخاصة.