تضطلع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد إقليم شيشاوة، في إطار برنامجها الرابع الخاص بالدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة، بدور بارز في الارتقاء بالمنظومة التعليمية، والمساهمة في تنمية مهارات وكفاءات التلاميذ الذين يتابعون دراستهم بمختلف الأسلاك التعليمية، عبر سلسلة من الأنشطة التربوية والثقافية.

ويتجسد هذا الدور بجلاء في إشراف المبادرة الوطنية على تأهيل وتمويل عدد من مراكز التفتح، كما هو الشأن بالنسبة لمركز التفتح والتنشيط لفائدة الشباب بالجماعة الترابية أسيف المال، الذي يقدم مجموعة من الأنشطة التربوية والثقافية لفائدة تلاميذ الأسلاك التعليمية المنحدرين من الجماعة المذكورة.

وتتوخى هذه البنية السوسيو- ثقافية، التي دخلت حيز الخدمة الفعلية منذ بداية الموسم الدراسي 2024 – 2025، تعزيز الدعم المدرسي في اللغات الحية، والأنشطة المدرسية (الثقافة، الفنون، الموسيقى، المسرح، الرسم … )، وكذا تقوية قدرات الشباب وتنمية ملكات الإبداع والتفكير لديهم، وتنمية المهارات الحياتية (ذكاء المتعلمين)، والتوجيه والإرشاد التربوي.

وأبرز رشيد أمداح، رئيس جمعية دعم مدرسة النجاح التي تشرف على تسيير هذا المركز، أن هذه البنية يستفيد من خدماتها 678 متعلمة ومتعلما بالسلك الثانوي الإعدادي، وآخرين يتابعون دراستهم بالأسلاك التعليمية الأخرى.

وأضاف أمداح، في تصريح صحفي، أن الأنشطة التي يقدمها المركز، وفق جدول حصص يتماشى مع أوقات فراغ التلاميذ، تنتظم داخل مجموعة من النوادي؛ منها نادي الشطرنج، ونادي الإعلام والتوثيق، والنادي الفني والثقافي، ونادي القراءة، إلى جانب ألعاب إلكترونية ويدوية.

من جانبه، أكد رئيس مصلحة الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم شيشاوة، سعيد محاتي، أن هذا المركز يؤدي مجموعة من الأدوار التربوية الهامة لفائدة التلاميذ المنحدرين من جماعة أسيف المال، والتي من شأنها أن تساهم في الرفع من نسب التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي بالإقليم.

وذكر محاتي، في تصريح مماثل، أن هذا المشروع يأتي في إطار إحداث سلسلة مراكز ومؤسسات للتفتح لفائدة الأطفال والشباب، مشيرا إلى أن الإقليم يضم ما مجموعه سبعة مراكز، خمسة منها مشغلة (أسيف المال وكماسة واشمرارن وأداسيل وتمزكدوين)، ومركزين في طور الإنجاز بكل من جماعتي اهديل وافلايسن.

من جانبهم، ثمن عدد من التلميذات والتلاميذ المستفيدين من خدمات المركز، هذه المبادرة التربوية الهادفة التي تفتح آفاقا للمتمدرسين بمختلف مستوياتهم، لصقل مواهبهم الفنية، لاسيما داخل أوقات الفراغ، بعيدا عن الرتابة والنمطية.

والأكيد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم شيشاوة، تولي أهمية خاصة لورش دعم التمدرس والانفتاح لدى الأطفال والشباب، لاسيما بالوسط القروي، وذلك بهدف التخفيف من مظاهر التفاوتات على مستوى التعليم، والرفع من مؤشرات التمدرس بمختلف الأسلاك التعليمية، وتعزيز الأنشطة الحياتية.