الحقوقي طاطوش: اعتقال المتورطين في ملف كازينو السعدي ينصف الحقوقي المرحوم طارق السباعي

الحقوقي طاطوش: اعتقال المتورطين في ملف كازينو السعدي ينصف الحقوقي المرحوم طارق السباعي

وحيد الكبوري – مراكش الآن

في تصريح حصري لموقعمراكش الآن، تحدث الحقوقي عبد الإله طاطوش عن أهم تطورات ملفكازينو السعديالذي شغل الرأي العام المغربي لسنوات طويلة. وأكد طاطوش، الذي يشغل حالياً منصب رئيس الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العام، أن الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب، التي كان يترأسها آنذاك الراحل طارق السباعي، كانت أول من فجر هذا الملف الذي أصبح واحداً من أبرز قضايا الفساد والمال العام في تاريخ مراكش.

وأوضح طاطوش أن الهيئة الوطنية لحماية المال العام بالمغرب كانت السباقة للكشف عن ملفكازينو السعدي، الذي يعكس حجم الفساد الذي كان يطغى على هذا المشروع الكبير في المدينة الحمراء. وأضاف أن الفرع الإقليمي للهيئة بمراكش تابع هذا الملف عن كثب لمدة 17 سنة، حيث واكب جميع مراحل المحاكمة بدءاً من المرحلة الابتدائية، وصولاً إلى الاستئناف، قبل أن يتم إحالة القضية إلى محكمة النقض.

وقال طاطوش: “لم يكن سهلاً أن نستمر في متابعة هذا الملف طوال هذه السنوات، ولكن نضال الهيئة الوطنية لحماية المال العام كان لا بد أن يصل إلى مرحلة تنصف فيها العدالة ضحايا الفساد، وتفضح التلاعبات التي مست المال العام في مراكش“. وأكد أن الأحكام القضائية التي صدرت في هذا الملف تعد تتويجاً لنضال الهيئة الوطنية، خصوصاً وأنها كانت جزءاً من عملية طويلة وشاقة من المطالبة بالعدالة.

وأردف طاطوش قائلاً إن ملفكازينو السعدييعد من أوائل ملفات جرائم الأموال التي عرفتها مدينة مراكش، والتي شهدت خلالها المدينة العديد من القضايا ذات الصلة بالفساد المالي. وقال: “هذا الملف يُعتبر من أكبر القضايا التي كشفت عن تجاوزات مالية كبيرة في مراكش، ومن المهم أن يظل درساً في أهمية حماية المال العام“.

واعتبر طاطوش أن الأحكام القضائية التي صدرت بحق المتورطين في هذه القضية تعكس إنصافاً للحق، خاصة لروح الحقوقي الراحل طارق السباعي الذي قاد الهيئة في تلك الفترة. واعتبر أن هذه الأحكام تشكل شهادة على التفاني في خدمة العدالة وتحقيق الانتصار لقيم الشفافية والنزاهة.

في جانب آخر من حديثه، أبرز طاطوش الدور الكبير الذي لعبه الإعلام في كشف خيوط هذه القضية. وكشف في هذا السياق أن أول من أفرغ تسجيلات المتورطين في الملف هو الصحفي عزيز باطراح، الذي كان يعمل في جريدةالأحداث المغربيةآنذاك. وقال طاطوش: “الإعلام كان حليفنا في هذا الملف، حيث ساهم الصحفي عزيز باطراح في كشف تفاصيل مهمة، عبر نشر التسجيلات التي كانت شاهدة على تواطؤ بعض الأشخاص المتورطين في القضية“.

وأضاف طاطوش أن الإعلام الوطني كان شريكاً مهماً في نشر الحقائق، وهو ما ساعد في تسليط الضوء على قضايا الفساد، وإيصال صوت حماة المال العام إلى الرأي العام. وأشاد في هذا السياق بالصحفيين الذين وقفوا إلى جانب القضايا التي تهدف إلى كشف المستور وفضح الممارسات التي تضر بالمصلحة العامة.

في الختام، أكد الحقوقي عبد الإله طاطوش أن الملف القضائيكازينو السعدييمثل مرحلة فارقة في معركة مكافحة الفساد في المغرب، وهو نتيجة لجهود مستمرة من الهيئة الوطنية لحماية المال العام، وعدد من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين. وأشار إلى أن الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان وحماية المال العام ستواصل دورها في متابعة هذا النوع من القضايا، وتقديم الدعم الكامل للعدالة المغربية في محاربة الفساد وحماية المال العام من التلاعبات والاختلالات.

videossloader مشاهدة المزيد ←