وحيد الكبوري – (تصوير جواد اوريك) – مراكش الآن

تسير أشغال إعادة ترميم مسجد تنمل التاريخي في إقليم الحوز بخطى ثابتة، وذلك بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت به جراء الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة أفليم الحوز في شتنبر 2023. يعتبر هذا المسجد واحداً من أبرز المعالم الدينية والتاريخية في المنطقة، وله مكانة كبيرة في تاريخ وثقافة المغرب، مما جعل من ترميمه وإعادة تأهيله أولوية بالنسبة للسلطات المحلية والجهوية.

وقد انطلقت الأشغال عقب وقوع الزلزال، حيث تم تكليف فرق متخصصة في أعمال الترميم باستخدام تقنيات حديثة لضمان الحفاظ على الطابع المعماري والتاريخي للمسجد. وتضمنت الأعمال تصليح الأعمدة المتضررة، إعادة بناء الأجزاء المتصدعة من الجدران، فضلاً عن ترميم المئذنة الشهيرة التي كانت قد تضررت بشكل كبير. كما تم الحفاظ على الزخارف التقليدية التي تزين جدران المسجد، وذلك وفق أساليب دقيقة لضمان عدم التأثير على هويته المعمارية الأصيلة.

وقد قام عدد من الخبراء والمعماريين المختصين في التراث المغربي بالإشراف على هذه الأشغال، مستندين إلى معايير دقيقة تتوافق مع المبادئ الدولية لحماية التراث.

وفي هذا السياق، أفادت مصادر محلية أن الأعمال قد وصلت إلى مراحل متقدمة، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء منها في وقت قريب. وقد لقي هذا المشروع إشادة كبيرة من طرف سكان المنطقة، الذين أعربوا عن امتنانهم للجهود المبذولة لاستعادة هذا المعلم الديني والتاريخي، الذي يعتبر رمزاً من رموز الهوية الثقافية للمنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن مسجد تنمل التاريخي كان ولا يزال يشكل أحد الوجهات السياحية والدينية الهامة في إقليم الحوز، وهو من المعالم التي تعكس الفن المعماري الإسلامي التقليدي. ومن المتوقع أن يساهم ترميمه في تعزيز النشاط السياحي والديني في المنطقة، مما سيسهم بشكل كبير في تنمية المنطقة اقتصادياً واجتماعياً.