وحيد الكبوري – (تصوير جواد اوريك) – مراكش الآن

في خطوة هامة نحو تجديد المنطقة وإعادة إعمارها بعد الكارثة الطبيعية التي ألمّت بها، تجري حاليا أعمال بناء المنازل النموذجية بمحيط مسجد تنمل في إقليم الحوز، في إطار مشروع تشرف عليه جمعية “تراث” بقيادة المهندسة المعمارية سعاد بلقزيز، وبالتعاون مع الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي.

ويستهدف المشروع بناء منازل تتماشى مع النسق العمراني التقليدي للمنطقة، مع تطبيق تقنيات حديثة لضمان سلامة المباني في وجه الزلازل، بالإضافة إلى تحسين ظروف الحياة للسكان عبر اعتماد مواد بناء مستدامة.

وقد شارك في الزيارة الميدانية التي أجريت يوم السبت الماضي مهندسون مغاربة وأجانب، إلى جانب ممثلين عن عمالة إقليم الحوز، شركة العمران، والوكالة الحضرية لمراكش، حيث اطلعوا على سير تقدم الأشغال.

وأوضحت المهندسة سعاد بلقزيز في تصريح ل”مراكش الآن”، أن هذا المشروع يأتي كجزء من الجهود التي يقودها جلالة الملك محمد السادس لإعادة إعمار المناطق التي تضررت من زلزال الحوز، مشيرة إلى أن منطقة تنمل تم اختيارها بعناية كأحد المواقع الرئيسة للمبادرة. وركزت بلقزيز على أهمية الحفاظ على الهوية المعمارية للمنطقة مع تبني تقنيات البناء الحديثة التي تضمن السلامة والاستدامة.

من جانبها، أكدت المهندسة هدى رويسي، المكلفة من طرف شركة العمران بالإشراف على بناء 30 منزلًا في المنطقة، في تصريح مماثل ل”مراكش الآن”، أن المشروع يعكس التكامل بين التراث المعماري والتكنولوجيا الحديثة. وأضافت رويسي أنه تم استخدام مواد بناء محلية، بالإضافة إلى تقنيات مضادة للزلازل، لضمان سلامة السكان، مع الأخذ في الاعتبار توفير منازل ذات اكتفاء ذاتي حراري لضمان راحة الساكنة في جميع فصول السنة.

يعد هذا المشروع نموذجًا جديدًا في مجال الإعمار المستدام، حيث يدمج بين الحفاظ على التراث العمراني وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعكس التزام السلطات والمجتمع المدني بترميم وتعزيز المناطق المتضررة وتحسين ظروف حياة سكانها.