وفي حديثها خلال لقاء صحفي عقد على هامش الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس” الدولي المنظم تحت شعار “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، أكدت الدريوش أن هذه الرغبة تندرج في إطار استراتيجية أليوتيس، التي مكنت، منذ إطلاقها عام 2009، من تحقيق تقدم ملموس في تحديث واستدامة الأنشطة المرتبطة بالصيد البحري وتربية الأحياء المائية.
وأضافت أنه في سياق تتطلب فيه التحديات المناخية والاقتصادية استجابات سريعة وفعالة، يبرز البحث والابتكار كرافعتين لا غنى عنهما؛ إذ لا يتيحان فقط فهم تأثيرات التغيرات المناخية بشكل أفضل، وإنما أيضا تصميم حلول ملموسة لتحويل أنظمة الإنتاج وتثمين قطاع الصيد البحري، فضلا عن ضمان استدامة الموارد والأنظمة البيئية البحرية.
وأكدت أن البحث العلمي يشكل أساس الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الصيد البحر، مشيرة إلى أنه وباستثمار إجمالي قدره 1,55 مليار درهم، عزز المغرب قدراته العلمية والتقنية لفهم الديناميات البحرية بشكل أفضل واستباق التحديات البيئية.
وأضافت المسؤولة الحكومية أن الابتكار يقع في صلب تحويل قطاع الصيد البحري، مما يتيح الاستجابة للرهانات البيئية والاقتصادية والاجتماعية، مبرزة أن معرض “أليوتيس” يسلط الضوء على مبادرات ملموسة وتكنولوجيات حديثة طورها باحثون وفاعلون في مجال الصناعة.
وأضافت الدريوش أنه في عام 2024، بلغ الإنتاج السمكي الوطني 1,42 مليون طن، مما حقق قيمة تناهز 16,3 مليار درهم، مشيرة إلى أن هذا الأداء يعزى إلى التدبير الدقيق لمخزونات الأسماك، الذي أصبح ممكنا بفضل وضع وتنفيذ 30 مخطط تهيئة لمصايد الأسماك، تغطي المناطق الرئيسية للصيد البحري.
وأضافت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري أن المغرب يتوفر على 518 وحدة لتحويل المنتجات في البر و311 وحدة للتجميد في البحر، مما يجعله فاعلا رئيسيا في الصناعة التحويلية للمنتجات البحرية، مشيرة إلى أنه في عام 2023، بلغت صادرات المنتجات البحرية رقما قياسيا يقارب31 مليار درهم، مما يمثل 37 في المائة من الصادرات الزراعية الغذائية، ويعزز تنافسية المنتجات المغربية في السوق العالمية.
وشهدت الاستثمارات الخاصة في قطاع التثمين والمعالجة البرية للمنتجات البحرية دينامية قوية في عام 2023، حيث تجاوزت أزيد من 930 مليون درهم، بزيادة نسبتها 26 في المائة مقارنة بعام 2022.
وأكدت أن قطاع الصيد البحري خلق أكثر من 260 ألف فرصة عمل مباشرة، منها 133.845 فرصة عمل مباشرة في البحر تشمل 131.082 صيادا يعملون على متن سفن الصيد.
وتابعت أن الصيد التقليدي، الذي يمارس بواسطة 16.993 قاربا ويتميز بطابعه الاجتماعي البحت، فيحدث لوحده حوالي 60.000 منصب شغل مباشر في البحر، وساهم في 2023 بنحو 24 في المائة من قيمة الإنتاج الوطني لقطاع الصيد البحري، مؤكدة أنه في ما يتعلق بالاستثمارات، تم تخصيص ميزانية إجمالية تزيد عن 8,35 مليار درهم لتمويل جميع المشاريع المدرجة ضمن استراتيجية أليوتيس، منها حوالي 1,55 مليار درهم تم منحها على شكل منح ومساعدات.
وحسب الدريوش، ففي سنة 2024، سجل قطاع تربية الأحياء المائية إنتاجا قدره 3,6 ألف طن، بمبلغ إجمالي قدره 310 ملايين درهم، محققا رقما قياسيا جديدا من حيث الوزن والقيمة.
وي نظم معرض أليوتيس على مساحة 20 ألف متر مربع بفضاء المعارض في أكادير، ومن المتوقع أن يجذب المعرض أكثر من 50 ألف زائر، ويستضيف أزيد من 523 عارضا يمثلون أكثر من 54 دولة، من بينها 4 دول تشارك لأول مرة وهي كوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والهند، وسلطنة عمان.
ويجمع هذا الحدث، الذي ينظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والمتواصلة أشغاله إلى غاية التاسع من الشهر الجاري، الفاعلين الأساسيين في مجالات الصيد البحري، وتحويل المنتجات البحرية، وتربية الأحياء المائية، والبحث في مجال الصيد البحري، مما يعزز البعد الأساسي لهذا الموعد الرائد في مجال الصيد البحري على الصعيد الدولي.