رشيدة أشهر بائعة قهوة بمراكش: “خدامة بالحلال تنربي بها ولدي وحامدة الله ” +فيديو
وحيد الكبوري – مراكش الآن
بالقرب من الملعب الكبير بمراكش، حيث يلتقي القادمون والمغادرون لمدينة مراكش، تبرز رشيدة، بائعة القهوة التي لم تقتصر شهرتها على كونها واحدة من أشهر الوجوه التي يلتقي بها الجميع، بل أيضًا على شخصيتها القوية والمبهمة التي تجمع بين بساطة الحياة اليومية وكرامة العمل.
رشيدة، التي تعمل في بيع القهوة في نقطة حيوية قرب الملعب الكبير، تمثل قصة نجاح رغم التحديات. تقول بابتسامة لا تفارق وجهها: “هاد الخدمة شريفة، شريفة بزاف. أنا فخورَة أنني كنخدم وكنصرف علىض ولدي”. كلماتها تعكس فخرًا بالعمل، بالنسبة لها، لا يوجد عمل منخفض أو مهين طالما أنه شريف، ويضمن لقمة عيش كريمة.
اعتادت رشيدة الوقوف خلف سيارتها الصغيرة، تقدم لزبائنها قهوة الصباح. ورغم أن مهنتها قد تبدو متواضعة للبعض، إلا أنها تعتبرها مصدر فخر وكرامة. “أنا بنت الناس، خدامة بشرف، والرزق من الله”، تقول وهي تراقب حركة السيارت والشاحنات الذين يتوافدون عليها طوال اليوم.
قبل أن تبدأ في بيع القهوة في مكانها الحالي، عملت رشيدة لعدة سنوات كنادلة في عدد من المقاهي الشعبية بمراكش وضواحيها. ورغم أن المهنة كانت تتيح لها كسب لقمة عيش، إلا أنها لم تكن تشعر بالراحة النفسية. “كنت اتعرض للتحرش من بعض الزبناء، وكان الوضع صعبا جدًا. كنت أواجه نظرات غير لائقة وتعليقات مزعجة طوال اليوم”، تقول بحزن. أما الآن، فبفضل تجارتها الخاصة، تجد راحة أكبر في عملها. “اليوم أنا في مكاني، مع الزبائن اللي كيحترموني وكيرتاحو معايا، بلا ما نواجه هاد المشاكل. في عملي الحالي، كنحس براسي أكثر استقلالية، وكرامتي محفوظة”.
رشيدة عاشت تجارب قاسية، لكن حلمها في تأمين حياة كريمة لطفلها كان دافعًا لمواصلة العمل بتفانٍ. “هاد الخدمة كنفهمها، كنعرف كيفاش نعمل القهوة ونعطيها للناس بالذوق”، تضيف بحماس.
لم تكن رشيدة مجرد بائعة قهوة فحسب، بل أصبحت مصدر إلهام للكثير من النساء في المدينة. رأين في قصتها دافعًا للعمل بكرامة والإيمان بالقدرة على تحسين الوضع المعيشي رغم الظروف الصعبة. هي تعرف جيدًا أن الحياة بالقرب من الملعب الكبير ليست سهلة، لكنها تؤمن أن العمل الجاد يفتح الأبواب ويحقق الأحلام.
ورغم بساطة مشهدها اليومي، إلا أن رشيدة تترك أثرًا إيجابيًا في قلوب كل من يتعامل معها، وفي نظرها، لا يهم المال بقدر ما يهمها الحفاظ على كرامتها وتربية أولادها بشكل جيد. “الفلوس مشي كلشي، المهم أنني كدير الخدمة شريفة ولدي كبر وأنا فرحانة به”، تختم حديثها بابتسامة عريضة.