مشروع ربط المغرب وإسبانيا بعبّارات كهربائية 100% عبر الممر الأخضر
تتسارع وتيرة الاستعدادات لإطلاق مشروع ربط المغرب وإسبانيا عبر عبارتين كهربائيتين بالكامل، وذلك لأول مرة في تاريخ الشحن البحري بين البلدين، في خطوة مبتكرة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية. كشفت شركة “باليريا” الإسبانية المتخصصة في النقل البحري عن هذه المبادرة، التي سيتم تنفيذها بالتعاون مع العديد من الشركاء، وذلك خلال مشاركتها في المعرض السياحي الدولي “فيتور” في مدريد، الخميس 23 يناير.
يهدف المشروع إلى توفير مسار كهربائي بالكامل، خالٍ من الانبعاثات، بين الميناءين المغربي طنجة والميناء الإسباني طريفة، حيث من المتوقع أن يدخل حيز الخدمة في عام 2027. وستعتمد العبارتان الجديدتان على تكنولوجيا حديثة لتمكينهما من قطع الرحلة البحرية لمسافة 18 ميلاً باستخدام الدفع الكهربائي فقط، دون أي انبعاثات ضارة.
وفي تصريح له خلال المعرض، أكد مدير شركة “باليريا”، أدولفو أوتور، أن شركته فازت بعقد المناقصة التي أطلقتها هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء (APBA) لتسيير الخط البحري بين البلدين لمدة 15 عامًا. وأوضح أن المشروع يتماشى مع معايير الاستدامة البيئية التي تسعى “باليريا” إلى تحقيقها، في إطار تعزيز الحلول المستدامة في مجال النقل البحري.
من جانبها، أعربت سفيرة المغرب لدى إسبانيا، كريمة بنيعيش، في كلمتها أثناء الحدث عن تقديرها لشركة “باليريا” على التزامها بتعزيز التعاون بين البلدين، مشيرة إلى أن المشروع يعد خطوة مبتكرة نحو تحقيق التوجهات البيئية المشتركة، ويُعزز العلاقات الثنائية، خاصة في إطار التحضيرات لتنظيم بطولة كأس العالم 2030.
وقد لاقى المشروع اهتمامًا كبيرًا من مختلف الأطراف، حيث حضر الحدث أكثر من 300 شخص، من بينهم وزير الدولة للنقل والتنقل المستدام، خوسيه أنطونيو سانتانو.
المشروع سيشهد بناء العبارتين في أحواض بناء السفن في مدينة خيخون الإسبانية على مدار العامين والنصف المقبلين. وسيتم تجهيز العبارتين بأربعة محركات دفع كهربائية تعمل بواسطة بطاريات سعة 11,500 كيلوواط/ساعة، ما يتيح لهما إتمام الرحلة البحرية دون الحاجة لاستخدام الوقود التقليدي. رغم ذلك، ستزود العبارتان بمولدات ديزل احتياطية لضمان استمرارية العمليات في حالات الطوارئ.
ولتوفير الطاقة اللازمة، ستتوقف العبارتان لمدة ساعة في كل من الميناءين لعملية إعادة شحن البطاريات، باستخدام تقنيات شحن متطورة بقدرة 8 ميجاوات/ساعة في كل من طنجة وطريفة. كما ستسمح الأنظمة الميكانيكية المستقلة بإعادة الشحن في مدة لا تتجاوز 40 دقيقة.
العبارتان ستتمتعان بتصميم مبتكر يشمل مساحات داخلية فسيحة، خدمات راحة متميزة للركاب، وتقنيات متقدمة مثل نظام “T-Foil” لتقليل الحركة العمودية، إلى جانب جنيحات ودافعات متطورة لتحسين المناورة. بفضل هذه الخصائص، سيمكنهما استيعاب 804 ركاب و225 سيارة، بسرعة قصوى تصل إلى 26 عقدة.