اعترافات وسيط.. “ياسين” من بائع الملابس الى معتقل في قضية دعارة الخليجيين بمراكش
فؤاد بلمحجوب – مراكش الآن
قررت النيابة العامة بابتدائية مراكش، الاسبوع الماضي، متابعة مسير فيلا باقامة سفير بتراب جماعة تسلطانت، “متابعة” شاب اربعيني يسمى “ياسين” المنحدر من مدينة فاس في حالة اعتقال على خلفية اعداد وكر للدعارة وتسهيل ممارسة البغاء، فيما تمت متابعة ستة خليجيين وست مومسات وسائق بشركة للنقل السياحي في حالة سراح مقابل كفالة مالية.
وكشف ياسين مسير الفيلا التي تمت مداهمتها من طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش بناء على تعليمات النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية، خلال مراحل التحقيق معه أن مساره الدراسي توقف في السنة الأولى من التعليم الثانوي الإعدادي، حيث توقف عن متابعة دراسته بسبب الحالة المادية المزرية التي كانت تتخبط فيها عائلته وقتها، وفي سن مبكرة اشتغل في بيع الملابس الجاهزة حيث فتح محلا قبل أن يغلقه بسبب الأرباح الضئيلة المتحصلة منه.
ويضيف المعتقل ياسين، أنه قرر الانتقال الى مدينة مراكش سنة 2012 حيث قام بفتح محل لبيع الملابس الجاهزة، وفي سنة 2018 انتقل من ميدان التجارة واتجه الى مجال السياحة فاشتغل كوسيط بين شركات سياحية والسياح الوافدين على المدينة الحمراء، حيث ظل بهذا العمل الى حدود بداية سنة 2020 التي تزامنت وفترة جائحة كورونا لتتوقف اعماله. حينها اشتغل في نفس المجال عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد تجاوز تداعيات أزمة كورونا، يضيف نفس المتحدث، أنه في أواخر سنة 2022 قام بكراء الفيلا رقم .. المتواجدة بإقامة السفير بمنطقة الشريفية من عند مالكها المسمى “جهاد” بسومة كرائية محددة في 3 مليون سنتيم للشهر الواحد بموجب عقد كراء، قبل أن يعمد الى تأثيثها قصد استغلالها في مجال الكراء اليومي خصوصا أمام التوافد الكبير للسياح على مدينة مراكش، وبالفعل وبمجرد انتهائه من تجهيزها قام بنشر صورها على صفحات الإعلانات وعلى الوسطاء العقاريين لعرضها للكراء اليومي، وهكذا شرع في استغلالها في الكراء اليومي بسومة تتراوح ما بين 2000 درهم و 2500 درهم لليوم الواحد، أحيانا عن طريق وسطاء وأحيانا أخرى يتوصل بطلبات حجزها من طرف الزبناء عبر الصفحات الالكترونية المخصصة لذلك، ومن بين الزبناء الذين سبق أن اكترى لهم الفيلا المذكورة من ضمنهم “عبد الله” الخليجي خلال زيارة سابقة له لمدينة مراكش من خلال وسيط يدعى “احمد”.
وقبل أسبوع من واقعة الاعتقال تواصل معه “عبد الله” السائح الخليجي راغبا من جديد في كراء الفيلا المعنية وقضاء عطلة بها مدتها أسبوع، وبالفعل اتفقا على سومة كرائية حددت في 2700 درهم لليوم بما فيها اتعاب الخادمة، قبل أن يسلم المفاتيح للوسيط المسمى “احمد” بغرض وضع الفيلا رهن إشارة السائح الخليجي بمجرد وصوله، بعدما تسلم تسبيق عبر حوالة بنكية قيمتها 12000 درهم كتسبيق عن مدة الكراء إلى حين إتمام الأداء بعد وصول السائح الخليجي رفقة صديقه الى الفيلا.
ويؤكد المعتقل ياسين أنه مباشرة بعد تسلم التسبيق اتجه في نفس اليوم صوب مدينة فاس لزيارة والدته، وفي حدود الساعة الثالثة بعد الزوال من يوم السبت 11 يناير الجاري، كان على مشارف مدينة مكناس حيث تلقى عدة اتصالات هاتفية من قبل مجموعة من معارفه أخبروه من خلالها أنه تمت مداهمة الفيلا من طرف عناصر المركز القضائي للدرك الملكي بمراكش مع توقيف الخليجيين بمعية ثلاث فتيات في وضعية غير اخلاقية.
وختم ياسين اعترافاته، أن مالك الفيلا القاطن بمدينة مارتيل بشمال المغرب يجهل اقدامه على استغلالها للكراء اليومي، حيث ينص عقد الكراء على استعمالها للسكن الشخصي.