توفيق عطيفي- مراكش الآن

في مشهد دال، التقطت عدسات المارة في أحد شوارع مدينة شيشاوة صورة لرجل شرطة يقف بجانب مجموعة من الأطفال، بينهم طفلتان.

كان الشرطي يتواصل معهم بلغة أبوية وتربوية، ما جسّد مشهداً عفوياً يعكس الوجه الإنساني لرجال الأمن ويؤكد على تجاوز الصورة النمطية التقليدية المرتبطة بهم إلى عهد قريب. هذا المشهد الذي نال إعجاب واستحسان رواد مواقع التواصل الاجتماعي، يحمل رسائل عميقة تتجاوز الطابع المهني لرجل الشرطة.

تعليقات النشطاء أشادت بالسلوك العفوي والإنساني للشرطي، واعتبرت تصرفه تجسيداً عملياً لفلسفة “شرطة القرب” التي أرستها الإدارة العامة للأمن الوطني تحت إشراف المدير العام عبد اللطيف الحموشي.

التفاعل الكبير مع الصورة التي يرجح انها ملتقطة بجوار مقر مفوضية الشرطة، يعكس نجاح الرؤية التربوية والاجتماعية التي تنتهجها المؤسسة الأمنية، والتي تسعى إلى بناء علاقة إيجابية بين المواطن ورجل الأمن، قائمة على الثقة والاحترام المتبادل. فمن خلال هذا النموذج، يتضح أن رجل الشرطة لم يعد مجرد منفذ للقانون، بل أصبح شريكاً حقيقياً في تربية الناشئة ونشر قيم المواطنة والإنسانية.

هذا المشهد العفوي يذكرنا بأن تعزيز الأمن لا يقتصر فقط على محاربة الجريمة، بل يشمل أيضاً بناء جسور التواصل والاقتراب من المواطنين، وخاصة الفئات الهشة في المجتمع، وهو ما يعكس بوضوح نجاح استراتيجية عبد اللطيف الحموشي في تحويل المؤسسة الأمنية إلى رافعة للتنمية الاجتماعية والتربوية، إلى جانب دورها الأمني الأساسي.

مواقف كهذه، التي أصبحت أكثر حضوراً في الواقع اليومي، تُبرز الدور المتجدد لرجال الشرطة وتؤكد على أن سياسة “شرطة القرب” ليست مجرد شعار، بل رؤية شمولية متكاملة تسهم في ترسيخ قيم المواطنة والتلاحم بين مختلف مكونات المجتمع.