وجهة نظر.. هكذا تفوق المهاجري على الباكوري وبن الطالب في تدبير أزمته مع قيادات حزب البام
حسن الخلداوي – مراكش الآن
خلق حضور البرلماني هشام المهاجري مرفوقا ب22 رئيس جماعية ترابية بامية عن اقليم شيشاوة، عصر يوم أمس الجمعة، في اللقاء الذي ترأسته فاطمة الزهراء المنصوري المنسقة الوطنية للقيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، جدلا واسعا بين متتبعي الشأن الحزبي جهويا ووطنيا.
وما إن اعلنت المنصوري في خرجاتها الاعلامية والتجمعات الحزبية على قدرة واستعداد حزب الاصالة والمعاصرة لتصدر المشهد السياسي خلال الانتخابات التشريعية القادمة، حتى ظهرت القيادة الجماعية للبام في وئام رفقة البرلماني المثير للجدل المهاجري.
وعرف اللقاء تغييب قيادات بامية جهوية لعبت أدوارًا محورية خلال كل الاستحقاقات الجماعية والتشريعية منذ 2009، ويتقدمهم المخضرم عبد السلام الباكوري الأمين العام الجهوي السابق بجهة مراكش اسفي رفقة الحبيب بن الطالب الذي يوصف بالداهية الانتخابية!!!
وأمام هذه التحولات المتسارعة بالبيت الداخلي للبام واستعداده للمحطات الانتخابية التي بدأت تلوح ملامحها قبل الاوان، نطرح السؤال الذي يشغل بال متتبعي الشأن الحزبي والانتخابي بالجهة حول الأسباب والدوافع التي عززت عودة المهاجري الى الواجهة الحزبية للبام مقابل عدم قدرة رفيقيه في الحزب الباكوري وبن الطالب على تجاوز عزلتهما الحزبية؟
وما إن قرر حزب الاصالة والمعاصرة في اجتماع عاصف تجميد عضوية البرلماني المهاجري بالمكتب السياسي للبام وتجريده من رئاسة لجنة الداخلية بأروقة البرلمان، وهو القرار الذي خلف صدمة بين مناصريه والمعجبين بخرجاته البرلمانية والاعلامية المثيرة، حتى احتفظ برلماني شيشاوة بمسافة الامان وتوارى عن حضور جلسات البرلمان واللقاءات الحزبية مركزيا، فيما ظل متشبثا بمضمون انتقاده اللاذع للحكومة في شخص رئيسها عزيز اخنوش خصوصا الارتفاع المهول لأسعار المواد المعيشية للمغاربة.
وتواري المهاجري عن اللقاءات الحزبية مركزيا وجهويا لم يمنعه من تقوية علاقاته مع رؤساء الجماعات الترابية التي يسيرها حزب الاصالة والمعاصرة باقليم شيشاوة وسلكه كل الطرق بالاستفادة من شبكات علاقاته مع المسؤولين المركزيين للوفاء بتعهداته مع ساكنة الاقليم.
ظل المهاجري خلال فترة الجفاء مع قيادات التراكتور منخرطا في لقاءات متوالية ومسترسلة رفقة رؤساء الجماعات الباميين باقليم شيشاوة حيث لا يخلو اسبوع دون ان تجده بدواوير الاقليم في مناسبات اجتماعية بغطاء سياسي، كما استغل بطريقته مجموعة من المحطات الصعبة التي عرفها الاقليم بعيد الزلزال ورابط لأكثر من خمس اسابيع بجبال شيشاوة وسط منكوبي الزلزال.
لهذه الأسباب مجتمعة تقوى البرلماني المهاجري خلال فترة العقاب الحزبي بشعبيته السياسية بين منتخبي الاقليم الباميين الذين عبروا غير ما مرة عن تضامنهم المطلق معه.
ويبقى العامل الثاني الذي اعاد البرلماني المهاجري الى الواجهة السياسية للبام وما الصور التي تم الترويج لها ليلة أمس الجمعة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وقربه القوي من اعضاء القيادة الجماعية للبام وفي مقدمتهم المنصوري المنسقة الوطنية، (العامل الثاني) يتعلق ب”البروفيل” السياسي للمهاجري الذي يوصف “الانتحاري” الحزبي الذي يحتاجه حزب الاصالة والمعاصرة خلال القادم من المواجهات التي تتطلبها المرحلة القادمة من اجل تحقيق صدارة المشهد السياسي في الانتخابات التشريعية القادمة.
ولعل جل الأحزاب المغربية تحتوي بين مناضليها على مثل هذه البروفيلات يتقدمهم حزب العدالة والتنمية الذي كان يراهن على الخرجات الاعلامية المثيرة للجدل للقيادي عبد العزيز افتاتي قبل أن يحل محله عبد الله بونو، فيما حزب التجمع الوطني للاحرار كانت خرجات رشيد الطالبي العلمي صادمة وعنيفة سياسيا وأمام موقعه رئيسا مجلس النواب ظهر مؤخرا محمد أوجار في اطار تبادل الأدوار، وظل حزب الاستقلال يعتمد على الدكتور نور الدين مضيان الرئيس السابق للفريق البرلماني لتمرير رسائله المشفرة قبل أن يسطع نجم البرلماني والدكتور عبد الرحيم بوعيدة الذي جعل من صفحته الفيسبوكية ذات القاعدة الجماهير الواسعة أداة لجلد الحكومة وقراراتها.
بروفيل هشام المهاجري برلماني شيشاوة وخرجاته الاعلامية المثيرة للجدل وانتقاده الصريح لرئيس الحكومة من اعلى منصة بقبة البرلمان تم اخمادها لشهور قبل الاقتناع براهنيتها أمام المواجهات الحامية الوطيس التي بدأت عناوينها تظهر خلال الاسابيع الماضية للوصول الى حكومة المونديال التي يسعى حزب الاصالة والمعاصرة في قيادتها بصيغة نون النسوة.