وحيد الكبوري – مراكش الآن

تسابق سلطات مراكش الزمن لتجهيز جميع المتطلبات الضرورية لاحتضان أبرز الأحداث الرياضية المقبلة، وعلى رأسها كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030. ويأتي في مقدمة هذه الجهود الملعب الكبير لمراكش، الذي يشهد عملية تأهيل واسعة بهدف تلبية المعايير الدولية الصارمة التي يفرضها كل من الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).

خضع الملعب الكبير لمراكش لعملية إعادة تأهيل شاملة تمت على مرحلتين: الأولى استعدادًا لكأس إفريقيا، والثانية لتأهيله لاستقبال منافسات كأس العالم. وشملت هذه الأشغال رفع الطاقة الاستيعابية للملعب، حيث سيتم توسيعها تدريجيًا من 45 ألف مقعد إلى 54 ألف مقعد بعد انتهاء البطولة الإفريقية.

كما تم تجديد الملاعب الملحقة، وإضافة مدرجات ومستودعات وفق مواصفات دولية. وتم تزويد الملعب بشاشات عرض كبيرة، وتوسيع عدد المداخل من 32 إلى 64 مدخلًا لتسهيل حركة الجماهير. إلى جانب ذلك، تم تهيئة منصة الصحافة وتطوير منطقة كبار الشخصيات والمقصورات الأفقية.

وفي إطار التوجه نحو الاستدامة، تم إنشاء محطة لإعادة تدوير المياه لسقي الملاعب، ما يسهم في تقليص استهلاك المياه. كما شملت الأشغال تركيب مصابيح LED بيضاء موفرة للطاقة لتلبية متطلبات النقل التلفزيوني بتقنية HD، فضلًا عن تحسين نظام كاميرات المراقبة لضمان السلامة.

ويولي فريد شوراق والي جهة مراكش-آسفي اهتمامًا كبيرًا بهذا المشروع، حيث يحرص على زيارات ميدانية دورية لمتابعة تقدم الأشغال وضمان الالتزام بالمواصفات الدولية. وفي زيارته الأخيرة للملعب الكبير، تفقد الوالي مختلف المرافق، بما في ذلك المدرجات، وغرف اللاعبين، والبنية التحتية المحيطة.

ورافق الوالي في هذه الجولة عدد من المسؤولين، من بينهم محمد الشقيق رئيس جماعة واحة سيدي إبراهيم والكاتب العام المكلف بمتابعة أشغال مونديال 2030، بالإضافة إلى ممثلي المصالح الأمنية والمصالح اللاممركزة ذات الصلة.

حظي الملعب الكبير لمراكش بتنقيط متميز من قبل لجنة تقييم تابعة للفيفا، حيث نال تقييمًا بلغ 4.2 نقاط. وشمل التقييم مختلف الجوانب المتعلقة بالبنية التحتية، الإقامة، النقل، اللوجيستيك، وساحات المتفرجين.

تسعى هذه الجهود الحثيثة إلى تعزيز مكانة مراكش كوجهة رياضية عالمية. ومن خلال تجهيز الملعب الكبير بأحدث التجهيزات ورفع كفاءته التشغيلية، تضع المدينة نفسها في قلب الأحداث الرياضية الكبرى، مما سيعزز التنمية الرياضية والسياحية في المنطقة على المدى البعيد.