وحيد الكبوري – مراكش الآن

في اجتماع اللجنة التنفيذية لمجلس الجهة للسياحة بمراكش، الذي عُقد يوم الجمعة 10 يناير 2025، تم استعراض الإنجازات الاستثنائية التي حققتها مدينة مراكش والمنطقة في عام 2024، ما جعلها تُسجل أرقامًا سياحية قياسية.

الاجتماع الذي شهد حضور أشرف فايدة، المدير العام الجديد للمكتب الوطني المغربي للسياحة (ONMT)، والعديد من المهنيين في قطاع السياحة، شكل منصة للتقييم وتحديد الاستراتيجيات المستقبلية لدعم وتعزيز تنافسية المدينة في السوق السياحي العالمي.

اكد حميد بنطاهر، رئيس مجلس الجهة للسياحة بمراكش، أن مراكش والمنطقة المحيطة بها قد حققت رقمًا قياسيًا في عدد السياح الوافدين خلال عام 2024، حيث استقبلت نحو 4 ملايين سائح، وهو ما يُعد إنجازًا تاريخيًا. كما تم تسجيل أكثر من 12 مليون ليلة مبيت في الفنادق والمنتجعات السياحية بالمنطقة، مما يعكس مدى جاذبية مراكش كوجهة سياحية عالمية.

بالإضافة إلى ذلك، سجل مطار مراكش المنارة نتائج استثنائية، حيث استقبل أكثر من 9 ملايين مسافر في عام 2024، محققًا نموًا بنسبة 32% في عدد المسافرين مقارنة بالعام السابق. كما شهدت الحركة الجوية زيادة ملحوظة، حيث تم تسجيل أكثر من 65,000 حركة طيران، مما يعكس الطلب المتزايد على الوجهة.

وشدد بنطاهر على ضرورة تعزيز التنافسية مع الحفاظ على استدامة النمو، مؤكدًا أن هذه النتائج لا يجب أن تكون نهاية المطاف، بل بداية لمسار طويل نحو تطوير السياحة في المدينة. وقال: “نحن فخورون بما تحقق، لكن هدفنا هو الاستمرار في تعزيز مكانة مراكش كوجهة سياحية لا غنى عنها، مثل العواصم السياحية الكبرى في العالم، مع التركيز على الحفاظ على التوازن بين التطور السياحي والحفاظ على البيئة”.

وفي هذا السياق، أضاف أن الاستدامة يجب أن تكون ركيزة أساسية في استراتيجية تطوير السياحة، حيث يتعين أن تستفيد مراكش من نجاحاتها الحالية لتعزيز قدرتها على جذب الزوار مع الحفاظ على إرثها الثقافي والطبيعي.

واكد أشرف فايدة، المدير العام للمكتب الوطني للسياحة، بدوره أهمية توسيع الأسواق السياحية من خلال فتح خطوط جوية جديدة مع أسواق بعيدة مثل أمريكا اللاتينية، آسيا، وأفريقيا. كما شدد على ضرورة تكثيف الحملات الترويجية لجذب السياح من هذه الأسواق الناشئة.

كما أشار إلى أن المكتب الوطني للسياحة يضع خططًا لتطوير الربط الجوي، حيث تم إطلاق حوالي 30 خطًا جويًا جديدًا في عام 2024، بما في ذلك 5 خطوط داخلية أطلقتها شركة ريان إير، بالإضافة إلى دخول 5 شركات طيران جديدة إلى السوق المغربي.

من بين المشاريع المستقبلية، أكد فايدة أن مطار مراكش المنارة شهد تطورًا كبيرًا في تجهيزاته، مع تدشين منطقة جديدة للرقابة على جوازات السفر في المطار، وذلك بهدف تسريع عملية دخول وخروج المسافرين وتحسين تجربتهم.

لم تقتصر استراتيجية 2025 على تعزيز البنية التحتية فقط، بل تشمل أيضًا تعزيز الأجندة الثقافية والفنية للمدينة. وفي هذا السياق، تم إطلاق “بهجة، أرض الفرح”، وهي أجندة حافلة بالأحداث الثقافية، الرياضية والفنية التي ستُعزز مكانة مراكش كوجهة سياحية ترفيهية، وتستقطب الزوار من جميع أنحاء العالم.

تُعتبر سنة 2024 بمثابة مرحلة فارقة في تاريخ السياحة بمدينة مراكش، حيث حققت المنطقة أرقامًا قياسية تؤكد على جاذبيتها الاستثنائية. ومع دخول عام 2025، يُتوقع أن تواصل مراكش مسيرتها الناجحة من خلال تعزيز تنافسيتها على الصعيدين الوطني والدولي، والتركيز على التنمية المستدامة وفتح أسواق جديدة.