الدكتور الغالي ل”مراكش الآن”: “تعليق دولة غانا الاعتراف بالبوليساريو تعزيز للشرعية الدولية لصالح الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودليل قاطع على فشل دولة الكابرانات في مجاراة ايقاع الدبلوماسية المغربية”

الدكتور الغالي ل”مراكش الآن”: “تعليق دولة غانا الاعتراف بالبوليساريو  تعزيز للشرعية الدولية لصالح الوحدة الترابية للمملكة المغربية ودليل قاطع على فشل دولة الكابرانات في مجاراة ايقاع الدبلوماسية المغربية”

حاوره – توفيق عطيفي

قال الدكتور محمد الغالي أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري وعميد كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بقلعة السراغنة، إنه بات من المؤكد أن المسألة اليوم مسألة وقت لتحدو دول إفريقيا أخرى حدو دولة غانا، مما يعني أن المبادرة ستأتي من دول إفريقيا تلقائيا لسحب عضوية جبهة البوليساريو من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي ستكون هذه الخطوة مهمة نحو تحقيق وحدة إفريقية من خلال اتحاد افريقي متحرر من كل الشوائب التي تحاول أن تزرع فيه الجزائر وبعض الدول القليلة جدا بذور التفرقة ضدا في مستقبل شعوبها.

كيف تقيمون قرار دولة غانا القاضي بتعليق اعترافها بالجمهورية الوهمية – البوليساريو- واختيار الديبلوماسية المغربية والأمم المتحدة آلية للإختار بقرار الدولة؟ وما الرسائل التي يحملها هذا القرار بالنسبة للقضية الوطنية المغربية؟

أكيد بأن قرار دولة غانا ليس بالقرار السهل خصوصا بالنظر إلى مكانة هذه الدولة قاريا، وكذلك كدولة أطلسية وكدولة توجد في محور المبادرات التي طرحها جلالة الملك محمد السادس؛ وهي خط الغاز نيجيريا المملكة المغربية ودولة نيجيريا؛ حيث تدخل في هذا المحور ومن دون شك فهي بهذا الموقف تعزز الاندماج والتعاون الإفريقي خاصة وأن مبادرة الأطلسي لجلالة الملك محمد السادس في شأن أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، والذي ستستفيد منه 23 دولة، في اتجاه تعزيز جهود إفريقيا من أجل فك العزلة على مجموعة من الدول التي لا تتوفر على منفذ بحري؛ وتمكين هاته الدول من المنفذ سيساعد الأشخاص؛ لتنشيط حركة السلع والبضائع. وبالتالي فهذا سيساهم في تعزيز البنيات التحتية الإفريقية خاصة على مستوى المرافق والموانئ. وسحب هذا الاعتراف ضمنيا هو اعتراف بالمقترح المغربي للحكم الذاتي وبمغربية الصحراء من أجل إفريقيا آمنة مستقرة وتحظى بالتنمية القادرة على رفع كل التحديات السياسية والتغيرات الجيواستراتيجية التي يعرفها العالم، وكذلك لجعل إفريقيا قارة قادرة على تحقيق السيادة على مستوى سلسلة الإنتاج، وليس فقط أن تبقى إفريقيا مجرد مصدر للمواد الأولية بالنسبة الصناعات الآسيوية والأوروبية والأمريكية، وهذا بطبيعة الحال ما سيساعد على تعزيز الاندماج الاقتصادي الأفريقي ومن تم الاندماج الثقافي والاجتماعي.

كيف يمكن أن يسهم هذا القرار في تعزيز الجهود الأممية لإيجاد حل سياسي دائم للنزاع في الصحراء المغربية؟ وما الرسائل التي يحملها هذا القرار بالنسبة للقضية الوطنية المغربية؟

‏ قرار سحب غانا الاعتراف بالجمهورية الوهمية إشارة ديبلوماسية قوية تعكس من جهة ترسيخ المنطق المغربي في إدارة وتدبير هذا الصراع الذي عمر حوالي خمسة عقود، وكذلك هو إنحلال للطرح الانفصالي وتأكيد أن الحل السلمي الذي تطرحه المملكة المغربية يشكل الأرضية الصلبة لإنهاء هذا الصراع الذي يعكس وجها من أوجه ضعف القارة الإفريقية نحو سعيها في تحقيق الأمن وسلمي والسلام والاستقرار. وكذلك فيه اعتراف بالجهود التي تقوم بها المملكة المغربية على مستوى تحقيق استقرار وتنمية القارة الإفريقية، خصوصا بعد عودة المملكة إلى اتحاد الإفريقي سنة 2017، وتقلد المملكة لمناصب مهمة في مختلف الهيئات، خاصة مجلس الأمن والسلم الإفريقي؛ هذا المجلس الذي بدأت المملكة المغربيات تلعب فيه أدوارا أساسية؛ وحتى أنها غيرت المنطق الذي كان يتحكم فيه؛ وهو منطق الجزائر وجنوب إفريقيا؛ الذي لم يكن يسير في الاتجاه الذي يحافظ على الأمن والسلم، بقدر ما كان فقط يلعب أدوار الصراع بين مختلف الدول الأوروبية، لذلك سحب الاعتراف بالجمهورية الوهمية يسير في الاتجاه الصحيح، وهو من دون شك ما ستقبل علي غانا في الأيام القليلة القادمة خاصة وأن السيد رئيس مجلس النواب مثل صاحب جلال الملك محمد السادس في مراسيم تنصيب الرئيس الجديد لدولة غانا.

هل يمكن اعتبار خطوة غانا مؤشرًا على تحول في مواقف الدول الإفريقية تجاه قضية الصحراء المغربية؟
‏من دون شك أن قرار دولة غانا يأتي في سياق التطورات التي تعرفها قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، في سياق تطورات مهمة وأساسيه خاصة على مستوى قرارات الشرعية الدولية، ومنها القرارين الآخرين لمجلس الأمن: قرار 2703 وقرار 2756، الذين أكدا على المقاربة المغربية وطرحها من خلال مبادرة الحكم الذاتي؛ كمبادرة جدية واقعية؛ هي وتشكل أرضية صلبة لهذا النزاع حول قضية الوحدة الترابية للمملكة. أقول بأن غانا هي من تفاعلت إيجابا مع قرارات الشرعية الدولية من جهة، ومن جهة أخرى بأن قرار غانا هذا سيساهم في ديناميات الشرعية الدولية التي تسير في اتجاه الطي النهائي لهذا الصراع حول قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية، خاصة وأن غانا هي الدولة 37 الإفريقية التي لا تعترف بالجمهور الوهمية، من دون شك بأن غانا كانت في السابق ضمن فلك المعسكر الانجلوساكسوني الذي تقوده جنوب إفريقيا؛ وهو المعسكر الذي كان يجد طريقه بكل سهولة لمعاندة قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ بهذا القرار أقول بأن دولة غانا ساهمت في تكريس وتدعيم الموقف المغربي، خاصة بعد خطاب صاحب جلالة الملك محمد السادس بمناسبة تقليد الذكرى 49 لانطلاق المسيرة الخضراء والتي أكد من خلالها بأن قضية الصحراء المغربية انتقلت من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير.

وكيف ترى انعكاسات ذلك على مستقبل الوحدة الإفريقية ودور المغرب داخل الاتحاد الإفريقي؟
انعكاس هذا الموقف على مستقبل الوحدة الإفريقية، ودور المغرب داخل الاتحاد الأفريقي من دون شك سيشكل سحب الاعتراف تعزيزا لإعتبارية ومكانة المملكة المغربية داخل الاتحاد الأفريقي، وبات من المؤكد أن المسألة اليوم مسألة وقت لتحدو دول إفريقيا أخرى حدو دولة غانا، مما يعني أن المبادرة ستأتي من دول إفريقيا تلقائيا لسحب عضوية جبهة البوليساريو من الاتحاد الأفريقي، وبالتالي ستكون هذه الخطوة مهمة نحو تحقيق وحدة إفريقية من خلال اتحاد افريقي متحرر من كل الشوائب التي تحاول أن تزرع فيه الجزائر وبعض الدول القليلة جدا بذور التفرقة ضدا في مستقبل شعوبها. تطهير أفريقيا من هذا النوع من الشوائب ومن الكيانات التي هدفها فقط تسميم الأجواء وإثارة الفرقة وإثارة النعرات والحقد والكراهية، فإن الوحدة الإفريقية من خلال هذه الصورة الجديدة أو الجيل الجديد الذي سيتشكل بالنسبة للاتحاد الأفريقي فرصة تاريخية لتعزيز وتحصين قدرات القارة الإفريقية من خلال اتحاد افريقي قادر على مواجهة كل التحديات الجيوسياسية، وأن تجعل من إفريقيا ليس فقط منطقة تجاذب القوى العظمى، ولكن ستجعل إفريقيا كذلك محطة لجذب الاستثمارات الاستراتيجي القوية وتحقيق الرفاه في العيش للمواطن الإفريقي، وجعل إفريقيا منطقة آمنة متحرر من كل الصراعات العرقية بين الدول وتمكين إفريقيا من السيادة على ثرواتها الطبيعية حتى تلعب الأدوار التي تليق بها، وبناء عليه سحب دولة غانا لهذا الاعتراف كما أشرنا سابقا سيكون له ما بعده من خلال تعزيز الموقف المغربي وتعزيز كذلك موقف الدول التي صارت منذ البداية في اتجاه دعم المقاربة المغربية والموقف المغربي في مختلف المحافل الوطنية والدولية وهذا سيعزز لا محالة فرص الشرعية الدولية لصالح الطرح المغربي بعد اعتراف مجموعة من الدول الإفريقية والأوروبية الكبرى بجدية ورجاحة المقاربة المغربية سواء تعلق الأمر بألمانيا او إسبانيا او فرنسا.

videossloader مشاهدة المزيد ←