صحيفة إسبانية.. الروابط بين موريتانيا والمغرب تلعب دورا مهما في التعاون الإقليمي
أشارت صحيفة “أتلايار” الإسبانية إلى أن موريتانيا تُعد لاعبًا رئيسيًا في منطقة المغرب العربي، وذلك بفضل موقعها الجغرافي الذي يربط بين الجزائر والمغرب. ومنذ اندلاع الصراع حول الصحراء، أصبحت نواكشوط طرفًا ذا تأثير واضح في تحقيق التوازن الإقليمي. هذا الموقع الجيوسياسي يجعلها جسرًا بين شمال أفريقيا ومنطقة الساحل، مما يمنحها دورًا أساسيًا في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية.
وأضافت الصحيفة أن العلاقات المغربية الموريتانية شهدت تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث يتم التركيز على التعاون في التجارة الحدودية والمشاريع التنموية الكبرى. وذكرت أن الاجتماع الأخير بين الملك محمد السادس والرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني عكس رغبة مشتركة في تعزيز الروابط الثنائية. كما أشارت إلى أهمية مشاريع مثل خط أنابيب الغاز الذي يربط نيجيريا بأوروبا في تعزيز هذا التعاون.
وأوضحت “أتلايار” أن مشروع ميناء الداخلة الأطلسي يُعد رمزًا للتكامل الإقليمي بين المغرب وموريتانيا. هذا المشروع، الذي يهدف إلى تعزيز الروابط البحرية بين أفريقيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية، يُبرز رؤية البلدين المشتركة نحو تنمية مستدامة. كما شددت الصحيفة على أن هذا التعاون يعزز مكانة البلدين كمحورين للتجارة الإقليمية والدولية.
وفي سياق التحديات الأمنية، أكدت الصحيفة أن التهديدات التي تواجه منطقة الساحل وشمال أفريقيا دفعت المغرب وموريتانيا إلى تعزيز شراكتهما في مجالات الدفاع والأمن. التدريبات العسكرية المشتركة تُظهر حرص البلدين على تعزيز قدراتهما في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية.
واختتمت “أتلايار” تقريرها بالإشارة إلى أن الشراكة المغربية الموريتانية تتطلب إطارًا سياسيًا واقتصاديًا مرنًا لتحقيق التنمية المشتركة. وأكدت أن رؤية البلدين التي تركز على المشاريع التنموية المشتركة يمكن أن تسهم في إعادة تشكيل الوضع الجيوسياسي والاقتصادي في شمال أفريقيا وبناء قارة أفريقية أكثر استقرارًا وتكاملًا.