نجاحات وإخفاقات.. أهم ما ميز المشاركة المغربية في التظاهرات الرياضة خلال سنة 2024
في عام 2024 الذي شارفنا على توديعه، بدأت المسابقات الرياضية بالنسبة للمغرب مبكرا، ففي الأسبوع الثاني من العام انطلقت النسخة الـ34 من كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، التي أقيمت بكوت ديفوار.
شارك في البطولة التي أقيمت في كوت ديفوار في الفترة بين 13 يناير و12 فبراير 2024، المنتخب المغربي الذي كان يمني النفس أن يحصد اللقب الثاني في تاريخ، بعد إنجازه التاريخي في مونديال قطر 2022 بوصوله للمربع الذهبي كأول منتخب عربي وإفريقي.
ورغم احتفاظه بأبرز النجوم الذين حققوا الإنجاز التاريخي في مونديال قطر وتطعيمه بآخرين، إلا أن المنتخب المغربي بقيادة مدربه وليد الركراكي، فشل في تحقيق نتيجة مشرفة للكرة المغربية، وخرج مطأطئ الرأس من الدور الثاني على يد جنوب إفريقيا بهدفين دون رد.
وبدأ “أسود الأطلس” مشوارهم في كأس إفريقيا بشكل جيد، حيث تمكنوا من بلوغ ثمن النهائي على رأس المجموعة السادسة بـ7 نقاط جمعوها من فوزين على تنزانيا بثلاثية نظيفة وزامبيا بهدف دون ورد، وبتعادل إيجابي (1-1) مع جمهورية الكونغو، قبل أن ترسلهم جنوب إفريقيا إلى الرباط في الدور الموالي.
وفي الألعاب الأولمبية التي احتضنتها العاصمة الفرنسية باريس، كتب المنتخب المغربي الأولمبي التاريخ، بعدما تمكنت تشكيلة المدرب طارق السكتيوي، من التتويج بالميدالية الأولمبية الأولى في تاريخ مشاركات العرب، عقب الفوز على المنتخب المصري بنتيجة ستة أهداف دون رد، في المباراة الترتيبية لتحديد المركز الثالث، لتحصل بذلك على الميدالية البرونزية.
وبدأت مسيرة “أشبال الأطلس” بقوة، عقب الفوز الصعب والمثير على المنتخب الأرجنتيني، في الجولة الأولى من دور المجموعات بنتيجة (2-1)، قبل الخسارة أمام منتخب أوكرانيا في الجولة الثانية بنتيجة هدفين مقابل هدف واحد، وثم عاد المنتخب المغربي لينتصر على شقيقه العراقي في الجولة الثالثة والأخيرة من الدور الأول بثلاثية نظيفة ويتصدر المجموعة الثانية.
وواصل رفاق النجم المتألق سفيان رحيمي، الذي توّج هدّافاً للدورة برصيد ثمانية أهداف، طريقهم في الأولمبياد بالتغلب على منتخب الولايات المتحدة الأميركية في دور الربع، بأربعة أهداف دون رد، قبل الخسارة أمام المنتخب الإسباني في النصف النهائي بـ (2-1).
ورغم الإنجاز التاريخي “لأشبال الأطلس”، إلا أن المشاركة المغربية في الألعاب الأولمبية كانت كارثية، إذ أنه من أصل 60 رياضيا ورياضية تنافسوا في 19 رياضة بين جماعية وفردية، اكتفت الأعناق المغربية بالتزيُّن بميداليتين “يتيمَتيْن” فقط، حيث تُوج البطل العالمي والأولمبي سفيان البقالي بذهبية 3 آلاف متر موانع، في حين عادت البرونزية إلى “أشبال الأطلس” بقيادة الناخب الوطني السكتيوي.
وعلى مستوى بطولات أندية كرة القدم، فشل فريق نهضة بركان في الظفر بلقب كأس الكونفدرالية الإفريقية، للمرة الثانية بعد الأولى سنة 2019 التي خسرها أمام الزمالك المصري.
وأمام نفس الفريق خسر نهضة بركان لقب النسحة الـ21 من البطولة، بعدما حسم الزمالك مباراة الإياب التي أقيمت على استاد القاهرة يوم الأحد 19 ماي 2024، لصالحه بهدف دون رد، علما أن مباراة الذهاب ببركان انتهت لأصحاب الأرض بهدفين لواحد، ليفوز النادي المصري باللقب وفقا لقاعدة احتساب الهدف خارج الديار بهدفين.
أما في دوري أبطال إفريقيا فقد فشل الممثل الوحيد للكرة المغربية، الوداد البيضاوي، في الذهاب بعيدا، بعد خروجه من دور المجموعات بإحتلاله الرتبة الثالثة في المجموعة الثانية، التي ضمت أسيك ميموزا الافواري، سيمبا التنزاني وجوانينغ غالاكسي البوتسواني.
على عكس النتائج السلبية التي شهدتها الرياضة المغربية خلال هذه السنة التي نودعها، حقق المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، نتائج إيجابية بإحرازه لقب كأس إفريقيا ووصوله إلى ربع نهائي كأس العالم.
تمكن أبناء هشام الدكيك، من الإحتفاظ بلقب كأس إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة، الذي إحتضنته مدينة الرباط، بعد فوزهم في المباراة النهائية على أنغولا بخمسة أهداف لواحد.
وفي نهائيات كأس العالم التي احتضنتها أوزبكستان، خرج المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة، من دور الربع على يد البرازيل بثلاثة أهداف لواحد، بعد مسار جيد في البطولة.
وحسمت البرازيل التي أزاحت المغرب من دور الربع في نسخة 2021 بهدف نظيف، لقب نسخة 2024 لصالحها، على حساب الأرجنتين بهدفين لواحد.
وشهدت أيضا سنة 2024 تنظيم نهائيات كأس إفريقيا لكرة اليد بمصر، والتي عرفت مشاركة المنتخب المغربي الذي خرج من دور الربع.
وأنهى المنتخب المغربي لكرة اليد دور المجوعات في المركز الثاني برصيد 4 نقاط، جمعها من فوزين على ليبيا والغابون وخسارة أمام الجزائر.
وتوقف مشوار “أسود” كرة اليد في كأس إفريقيا بدور الربع، بعد خسارتهم أمام منتخب الرأس الأخضر، ليمروا إلى مباراة تحديد المركز الخامس المؤهل إلى نهائيات كأس العالم المقررة بكرواتيا والدنمارك والنرويج سنة 2025، والتي خسروها أيضا أمام الكونغو الديموقراطية.
وتميزت هذه السنة التي نودعها بمشاركة مشرفة للرياضيين البارالمبيين المغاربة، الذين خطفوا الأضواء في العاصمة الفرنسية باريس واسترعوا اهتمام المتتبعين والمتخصصين، بعد توقيعهم على مشاركة متميزة وتاريخية، في الدورة الـ 17 للألعاب البارالمبية.
وحقق المغرب 15 ميدالية، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ المشاركة المغربية في الألعاب البارالمبية، منها ثلاث ذهبيات و6 فضيات و6 برونزيات.
وكان وراء هذا الإنجاز الرائع أبطال أبدعوا وتألقوا ورفعوا العلم الوطني خفاقا بفضل إراداتهم القوية وإصرارهم على إيجاد موطىء قدم لهم على خارطة الرياضة المغربية، ومعها العالمية.
وتعتبر المشاركة في دورة الألعاب البارالمبية بباريس، هي الأفضل للمملكة حيث نم الفوز بسبع ميداليات في دورتي 2008 ببكين و2016 بريو دي جانيرو و11 ميدالية في دورة طوكيو.