الزياني: المؤتمر الدولي حول الزراعة المستدامة فرصة لتعزيز التعاون في مجالات الزراعة الذكية والأمن الغذائي
احتضنت دولة مصر، مؤتمرا دوليا حول الزراعة المستدامة، في الفترة الممتدة من 23 الى 25 ديسمبر الجاري، وهو حدث جمع خبراء وباحثين ومتخصصين في القطاع الزراعي من مختلف أنحاء العالم.
وقد شكّل هذا الحدث خطوة في تعزيز الابتكارات الزراعية، مع التركيز على التقدم التكنولوجي والاستراتيجيات التي تهدف إلى تعزيز الاستدامة والإنتاجية الزراعية على مستوى العالم. حيث منذ انطلاق أول نسخة من هذا المؤتمر، تم العمل على جعله منصة دولية مرموقة، وتم استقطاب دعم كبير من العديد من الهيئات والمؤسسات التي تساهم في تعزيز البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وقد أكدت رعاية جلالة الملك محمد السادس حفظه الله للمؤتمر للنسختين السابقتين على أهمية هذا الحدث ودوره البارز على الساحة الدولية.
ونظمت هذه الورشة ضمن فعاليات النسخة السابعة من المؤتمر الدولي للأنظمة الذكية للتنمية المستدامة “AI2SD 2024” التي انعقدت تحت شعار “زراعة الجيل الخامس من أجل مستقبل أفضل“، واستقطب العديد من العلماء والخبراء والباحثين من جميع أنحاء العالم.
وكان الحدث بمثابة منصة حيوية لتبادل الأفكار المبتكرة في استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في تحسين إنتاجية الزراعة وضمان الاستدامة البيئية.
وفي الكلمة الافتتاحية أكد الرئيس العام للمؤتمر الدولي للنظم الذكية المتقدمة للتنمية المستدامة، الدكتور مصطفى الزياني، أن هذا المؤتمر يعد منصة حيوية لتبادل الأفكار والتجارب في مجالات النظم الذكية، ويهدف إلى تعزيز التعاون بين العلماء والباحثين من مختلف الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لا سيما في مجالات الزراعة الذكية والأمن الغذائي.
وأضاف أن المشاركين في هذا الحدث سيحظون بفرصة لمناقشة التحديات العالمية الحالية، خاصة تلك المرتبطة بأمن الغذاء، واستكشاف حلول مبتكرة تدعم التقدم المستدام في قطاع الزراعة من خلال التقنيات الحديثة مثل الزراعة 4.0.” وتابع قائلاً: “إن تعزيز البحث العلمي وتطوير الحلول الذكية في الزراعة يمثلان الأساس لتحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، مع ضمان تحقيق الأمن الغذائي العالمي. نحن نؤمن بأن التقنيات المتقدمة مثل إنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الكبيرة تلعب دوراً مهماً في تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة كفاءة استخدام الموارد.”.
كما أشار إلى أن هذا المؤتمر يعكس التزام المجتمع العلمي العربي والدولي بمواكبة التحولات التكنولوجية في قطاع الزراعة، ويعزز التكامل بين المعرفة العلمية والتطبيقات العملية من أجل تحقيق التنمية المستدامة وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.”
تميزت هذه الفعالية بمشاركة 18 خبيرًا عالميًا، جاؤوا من خلفيات متنوعة في مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا والزراعة المستدامة.
في هذه الجلسات، تم تقديم مجموعة من التجارب العملية التي تبين قدرة الدول العربية على التنافس على الساحة الدولية في مجالات الزراعة الذكية والتكنولوجيا المتقدمة. وعرض الخبراء طرقًا مبتكرة لتحسين الإنتاجية الزراعية باستخدام تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي، البيانات الكبيرة، الاستشعار عن بُعد، و الروبوتات الزراعية. وقد أظهرت هذه العروض التفاعلية كيف يمكن للدول العربية توظيف هذه التقنيات لتحسين إنتاج المحاصيل، زيادة الكفاءة في استخدام الموارد الطبيعية مثل الماء،والحد من تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي.
كما تم التركيز على كيفية تأثير هذه الحلول في تحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي، من خلال تحسين أساليب الري واستخدام التقنيات الحديثة في مراقبة المحاصيل والتنبؤ بالأمراض والآفات. وقد أظهرت هذه الحلول قدرة الدول العربية على استخدام التكنولوجيا المتقدمة لتجاوز التحديات الكبرى التي تواجه الزراعة التقليدية.
تم تسليط الضوء على كيفية أن هذه الحلول ليست فقط محلية، بل يمكن أن تكون محط اهتمام دولي. من خلال تطبيق هذه التقنيات في المنطقة العربية، تُظهر الدول العربية قدرة تنافسية عالية في المجالات المتعلقة بالزراعة الذكية والتكنولوجيا الزراعية على المستوى العالمي. هذا التوجه لا يعزز مكانة الدول العربية في السوق العالمي فحسب، بل يساعد أيضًا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال حلول مبتكرة وقابلة للتطبيق على المدى الطويل.