في سياق هذا الواقع، أصبح الهاشتاغ تعبيرا حرا يعكس حجم التوترات والتحولات الاجتماعية والفعل الجماهري الاحتجاجي.
إنه صرخة معبرة عن الاحتجاج والرفض والدعوة إلى التغيير بواسطة سلطة الرقمي الذي أصبح قادرا على تغيير مسار الشعوب.
في هذا السياق، نستحضر صرخة المستضعفين والمقهورين بالجارة الجزائر التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء جزائريون هاشتاغ «مانيش راضي» لإنهاء الاحتقان الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي يفرضه النظام العسكري الجزائري على الشعب المغلوب على أمره.
في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح أشغال لقاء الحكومة مع الولاة بقصر الأمم بنادي الصنوبر، قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون «لا يظنن أحد أن الجزائر يمكن افتراسها بهاشتاغ»، واتهم «جهات خارجية» بـ«الوقوف وراء الحملة»، مشددا على رفضه التام لما وصفه بـ«محاولات زعزعة استقرار البلاد».
السيد الرئيس وفي غمرة الحملات المسعورة ضد النشطاء الاجتماعيين لإسكات من تظنون أنهم يريدون افتراس الجزائر بواسطة أجهزة أمنكم، من يفترس أموال البترول والغاز؟ من يبذر ملايير الدولارات في شراء أسلحة الخردة؟ من يتطاول على سيادة الشعوب؟ من يمول الحركات الانفصالية؟ من يرمي بشبابه للموت غرقا في المحيطات؟
من المسؤول عن الفقر والجوع والحكرة في الأحياء الشعبية بوهران والجزائر؟ من نحاسب في الثروات المهدورة التي كان بإمكانها تحقيق السبق والريادة لدولة الجزائر؟
صرخة «مانيش راضي» لن يوقفها هاشتاغ مخابراتي ممسوخ بعنوان: «أنا مع بلادي».
ومن يدعي أن الجزائر لا يمكن افتراسها بهاشتاغ، عليه أن يعلم أن سقف مطالب المقهورين بالشقيقة الجزائر آخذ في الارتفاع، وأن الصرخة الأولى حتما ستعقبها صرخات وصرخات… وذلك ما تعلمناه من جدلية تاريخ الشعوب…