الملتقى الوطني الثالث للنقل السياحي بالمغرب.. رؤية جديدة لتعزيز القطاع
انطلقت صباح اليوم الأربعاء، 27 نونبر، بمدينة مراكش فعاليات الملتقى الوطني الثالث للنقل السياحي بالمغرب، الذي تنظمه الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ووزارة النقل واللوجستيك.
ويستمر الملتقى لمدة يومين تحت شعار: “رؤية جديدة لقطاع النقل السياحي على ضوء الاستراتيجية الملكية ورهانات التنمية”.
وأكد محمد بامنصور، رئيس الفيدرالية الوطنية للنقل السياحي بالمغرب، في كلمته الافتتاحية، أن اختيار هذا الشعار يعكس رغبة الفيدرالية في فتح مرحلة جديدة من العمل ترتكز على تعزيز القدرات الاقتراحية في التعامل مع المؤسسات الرسمية. وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو تقوية القطاع ماليًا وتنظيميًا، خصوصًا مع اقتراب تنظيم تظاهرات رياضية كبرى مثل كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
وشدد بامنصور على أن المرحلة القادمة، الممتدة لخمس سنوات، تعتبر تأسيسية لتحقيق انطلاقة قوية تجعل المغرب وجهة سياحية عالمية تنافس بقوة. وأكد أن هذه الرؤية تستند إلى تنوع المغرب الجغرافي والثقافي والحضاري الفريد، الذي يشكل قاعدة أساسية للترويج السياحي.
كما كشف رئيس الفيدرالية عن استراتيجية عمل تمتد من 2024 إلى 2026، تهدف إلى حل الإشكالات التي يعاني منها القطاع وتطويره، حيث تتوزع هذه الاستراتيجية على ثلاثة محاور رئيسية: ابتكار وجهات سياحية جديدة، تعزيز تنظيم وحماية القطاع ودعمه، التكوين والتأطير وتجويد الخدمات.
وأوضح أن هذه المحاور تهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز الولوج إلى المناطق السياحية غير المستغلة، بالإضافة إلى تطوير السياحة الإيكولوجية والثقافية واستثمار الموارد الطبيعية والتاريخية.
وتطرق بامنصور إلى التحديات التي يواجهها قطاع النقل السياحي، مشيرًا إلى أن الأزمة التي بدأت مع جائحة كوفيد-19 تفاقمت بفعل الأزمات العالمية والحروب والكوارث الطبيعية. ورغم ذلك، لا يزال الدعم الحكومي للقطاع ضعيفًا مقارنة بقطاعات أخرى. وطالب بضرورة تحقيق العدالة القطاعية وتمكين النقل السياحي من الدعم اللازم للنهوض به.
الحضور والمشاركة
تميزت الجلسة الافتتاحية بحضور ممثلين عن وزارة السياحة ووزارة النقل واللوجستيك، بالإضافة إلى رئيس الكونفيدرالية الوطنية للسياحة وعدد من المهنيين والمهتمين بالنقل السياحي. وقد شهدت النقاشات توافقًا على أهمية تعزيز التعاون بين مختلف الفاعلين لتطوير القطاع بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة.
اختتم بامنصور كلمته بالتأكيد على أن المغرب يمتلك مقومات كبيرة لم تُستثمر بعد بشكل كامل، داعيًا إلى العمل المشترك لتحويل هذه الإمكانيات إلى مشاريع تنموية تجعل المغرب وجهة سياحية رائدة عالميًا. كما شدد على أهمية استثمار المؤهلات الطبيعية والثقافية، خاصة في الأقاليم الجنوبية، لجعلها بوابة للانفتاح على إفريقيا، بما يتماشى مع رؤية الملك محمد السادس.