بالفيديو.. موكب احتفالية روحية تخلّد ذكرى الإمام الجزولي في مراكش
وحيد الكبوري – مراكش الآن
شهدت مدينة مراكش، يوم الخميس 21 نونبر 2024، احتفالية روحية مميزة تخليداً لذكرى الإمام العارف بالله سيدي محمد بن سليمان الجزولي، أحد أعلام التصوف ورمز الإشعاع الديني في المغرب. وقد احتضن ضريح الإمام الجزولي هذا الحدث، الذي جمع المريدين ومحبي دلائل الخيرات في أجواء مفعمة بالخشوع والروحانية.
انطلق الموكب الرسمي من ضريح الولي الصالح سيدي عبد الله الغزواني، المعروف بـ”مول القصور”، متوجهاً نحو ضريح الإمام الجزولي. تخلل الموكب ترديد الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، بمشاركة عدد كبير من الزوار، في مشهد يعكس تجذر الروح الصوفية في الثقافة المغربية.
وقد تميزت الاحتفالية بالدعاء الصالح لجلالة الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، سائلين الله أن يحفظه ويمنّ عليه بالصحة والعافية.
شهدت أجواء ما بعد صلاة العصر سلسلة من الفعاليات الروحية والثقافية. افتتحت بقراءة جماعية للسلك القرآنية، ثم تلاوة مقاطع من كتاب “دلائل الخيرات”، الذي يُعدّ إرثاً روحياً للإمام الجزولي. كما تم افتتاح الأسماء المحمدية، وهي تقليد رمزي يعبّر عن عمق الارتباط بمحبة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأُقيم حفل تكريمي للشيخ العلامة مولاي علي الرسوني، شيخ الزاوية الرسونية، حيث قُدمت شهادات مشرفة في حقه، أعقبتها كلمة مؤثرة من الشيخ المحتفى به، الذي عبّر عن امتنانه لهذه الالتفاتة.
اختُتمت الأمسية بوصلة من المديح النبوي الشريف، أداها نخبة من المنشدين من مدينة مراكش، برئاسة الشيخ الحاج محمد عز الدين. وقد أضفى سمر فرقة المولد النبوي الشريف نكهة مميزة على الفعالية، حيث تفاعل الحاضرون مع الإيقاعات والأناشيد التي تغنت بمقام النبي صلى الله عليه وسلم.
تأتي هذه الاحتفالية كمظهر من مظاهر الحفاظ على التراث الصوفي الذي يزخر به المغرب، وتجسد القيم الروحية التي غرسها الإمام الجزولي في قلوب أتباعه ومحبيه. إنها لحظة تجديد للصلة بتراث الأجداد وفرصة لاستلهام القيم السامية التي يحملها التصوف المغربي، المستند إلى الاعتدال والمحبة.
تفاصيل اوفى بالفيديو التالي: