بمناسبة المسيرة الخضراء.. تزنيت تحتضن النسخة 10 للملتقى الدولي للثقافات الإفريقية
تحتضن مدينة تزنيت خلال الفترة ما بين 5 و8 نونبر الجاري “ملتقى تيزنيت الدولي للثقافات الإفريقية” في دورته الـ10، حول موضوع “الرحلة والرحالة بين المغرب ومحيطه الإفريقي”، وذلك بمبادرة من جمعية الشيخ ماء العينين للتنمية والثقافة.
وأفاد المنظمون بأن هذا الملتقى الذي يقام احتفاء بالذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء المظفرة، يندرج في سياق السعي إلى كشف المزيد من الروابط المتينة التي تأسست عليها البلدان الأفريقية، وتعمقت بها جذور علاقاتها التاريخية والاجتماعية والدينية والثقافية والاقتصادية.
وتطمح هذه التظاهرة بحسب المنظمين، إلى ترجمة إرادة المغرب في توطيد العلاقات الثقافية والفكرية مع أشقائه من دول إفريقيا بالنظر إلى القواسم المشتركة الكثيرة، وكذا إبراز دوره في تحقيق الانفتاح الثقافي الكبير على الدول الإفريقية.
كما تهدف الندوة الدولية للملتقى إلى التعريف بالدور التاريخي الذي اضطلعت به الرحلة في تاريخ المغرب والدول الأفريقية، وإبراز الدور الذي أسهمت به الرحلة في ازدهار الحركة الثقافية والاجتماعية، فضلا عن دورها في التنمية بوجوهها المختلفة في المغرب والدول الأفريقية.
ويسلط الملتقى الضوء، من خلال هذه الندوة، على إبراز البعد الأفريقي وإسهامه في ترسيخ القيم الكونية للتعايش السلمي والتسامح والكرامة الإنسانية انطلاقا من الرحلات الأفريقية، وكذا أهمية نسج العلاقات التضامنية والتعاون بين الدول الأفريقية في جميع المجالات، فضلا عن دور الرحلة في فتح آفاق جديدة لتوطيد العلاقات بين المغرب ودول أفريقيا.
ويقترح برنامج هذه الدورة أربعة محاور هي: (المحور الأدبي والعلمي، والمحور التاريخي، والمحور الاجتماعي، والمحور الاقتصادي)، والتي ستناقش مواضيع من قبيل: “الرحلة تعريفها، أغراضها، أنواعها، وأهدافها”، و “رحالة المغرب وأفريقيا ودورهم في نسج العلاقات التضامنية بين الدول الأفريقية والتعاون فيما بينها”، و”علاقة المغرب بمحيطه القاري الأفريقي من خلال أعلام الرحلة قديما وحديثا”، و”الرحلة والتأثيرات الإيجابية بين شعوب حوض البحر الأبيض المتوسط وحضارات أفريقيا”، و”الرحلة والعلاقات التجارية المغربية والأفريقية”، و”الرحلة والرهانات الاقتصادية، منطقة التبادل التجاري الحر الأفريقية أنموذجا”.
وأفادت الجهة المنظمة بأن اختيار هذا الموضوع المبني على الأسس العلمية والدينية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، اختيار يربط بين ماضي القارة الأفريقية بحاضرها ومستقبلها؛ لارتباطه بالبعد المادي والمعنوي للرحلة، وذلك باعتبارها آلية تحقق الارتحال والانتقال من مكان إلى آخر بغاية تحقيق مقاصد معينة، وتكشف نوعا من الدينامية التي يؤطرها السفر.
وسيعرف الملتقى مشاركة ثلة من الدارسين والأساتذة والباحثين المختصين في موضوع الرحلة والرحالة من المغرب ودول أفريقية إلى جانب مشاركين من دول عربية، وذلك بغاية الكشف عن جوانب أخرى من العلاقات الثقافية المتأصلة الجذور بين المغرب وأفريقيا.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة ستنظم بدار الثقافة محمد خير الدين، بشراكة مع مجلس جماعة تزنيت، وبدعم من عمالة إقليم تزنيت، ومجلس جهة سوس ماسة، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.