أكتوبر الوردي.. سرطان الثدي يمثل 40 % من حالات السرطان التي تصيب النساء بالمغرب

أكتوبر الوردي.. سرطان الثدي يمثل 40 % من حالات السرطان التي تصيب النساء بالمغرب

                                    و23 بالمئة من مجموع حالات السرطان المكتشفة بالمغرب                

نظمت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، مؤخرا، بالتعاون مع شركة “فايزر”، مائدة مستديرة تحت عنوان “لنتحدث معاً عن سرطان الثدي: التوعية ودعم مسيرة الورود “، وذلك في إطار شهر التوعية بسرطان الثدي.

وقد سلط هذا الحدث الضوء على الأهمية البالغة للكشف المبكر والتوعية في مكافحة سرطان الثدي، وهو مرض يصيب الملايين من النساء حول العالم، ومن بينهن عدد كبير من النساء في المغرب.

ويعد سرطان الثدي تحديا صحيا رئيسيا في المغرب، حيث تتزايد معدلات الإصابة به بشكل ملحوظ. وتشير الإحصائيات الوطنية إلى أن هذا المرض هو الأكثر شيوعا بين النساء المغربيات، إذ يمثل حوالي 23 بالمائة من مجموع حالات السرطان المكتشفة، وحوالي 40 بالمائة من حالات السرطان التي تصيب النساء. ووفقا لمعدل إصابة يبلغ 49 حالة لكل 100.000 امرأة، من المتوقع تشخيص ما يقرب من 12.000 حالة جديدة سنوياً، بينما تؤدي هذه الآفة المؤلمة بحوالي 3.000 حياة كل عام.

وتحدث غالبية الحالات بين النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عاما، إلا أن هذا المرض يمكن أن يصيب النساء في أي عمر، وله أيضاً جانب وراثي لدى بعض النساء. وتؤكد هذه المعطيات على ضرورة تكثيف جهود الوقاية والتوعية لتلبية احتياجات جميع النساء بغض النظر عن أعمارهن.

وبمواجهة هذه التحديات، وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية المخطط الوطني للوقاية من السرطان ومكافحته. وقد أسهم المخطط الأولى (2010-2019) في تعزيز البنى التحتية الصحية بشكل ملحوظ، بينما تركز المخطط الحالي (2020-2029) على تحسين جودة الرعاية وكفاءة العلاجات، مما يجعل من سرطان الثدي إحدى أولوياتها الاستراتيجية.

وبمناسبة شهر التوعية بسرطان الثدي، أطلقت الوزارة حملة وطنية تحت شعار: “فحصك الآن أمان واطمئنان.. لا تترددي”، حيث تشجع النساء، لا سيما اللاتي تتراوح أعمارهن بين 40 و69 عاما، على إجراء الفحوصات الدورية. وتُخصص هذه الفئة العمرية بتركيز خاص لضمان الكشف المبكر، الذي يعتبر أساسياً لتعظيم فرص الشفاء.

وتندرج هذه الحملة التوعوية ضمن برنامج منظم للكشف المبكر عن سرطاني الثدي وعنق الرحم، يهدف إلى توفير رعاية شاملة وميسرة لجميع النساء بغض النظر عن مكان إقامتهن. ويشمل البرنامج تدريب المهنيين الصحيين، وتوفير معدات التشخيص المتقدمة، وتقديم دعم خاص للمريضات.

ولتعزيز الوصول إلى خدمات الفحص، وخاصة في المناطق القروية، قامت الوزارة ببناء وتجهيز 55 مركزاً مرجعياً للصحة الإنجابية، فضلاً عن اقتناء 24 وحدة متنقلة للتصوير الشعاعي للثدي. وتلعب هذه الوحدات دوراً حيوياً في الوصول إلى النساء في المناطق النائية، ومع هذه الموارد أصبح الكشف المبكر عن السرطان جزءاً من خدمات الرعاية الصحية الأولية، مما يضمن تغطية أوسع ورعاية سريعة لكل حالة مشكوك فيها.

إلى جانب البنى التحتية والخدمات المقدمة، تبقى التوعية أساسية لتحفيز النساء على إجراء الفحص. فكل إمرأة تقوم بالفحص اليوم تمنح نفسها فرصة أكبر لمواجهة سرطان الثدي بفعالية. ومن خلال إجراء الفحوص الذاتية بانتظام واتباع توصيات الفحص، يمكن للنساء زيادة فرصهن في النجاح العلاجي في حال اكتشاف المرض.

وعلى مدار العام، تذكر الوزارة بأن لكل واحد دور في مكافحة سرطان الثدي، داعية النساء للمشاركة في برامج الفحص، والانتباه للأعراض المبكرة، والتواصل مع المهنيين الصحيين، مع التأكيد على دعم الأقارب والأصدقاء، مشددة على أن كل إمرأة تستحق الوصول إلى رعاية مبكرة ومناسبة في مكافحتها لسرطان الثدي.

videossloader مشاهدة المزيد ←