دار الطالبة بسيدي يوسف بمراكش تجسد انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحسين أداء مؤسسات الرعاية الاجتماعية
يعكس دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة مراكش لدار الطالبة، المتواجدة بالحي الجديد بمقاطعة سيدي يوسف بن علي بالمدينة الحمراء، التزاما راسخا من قبل المبادرة بضمان التعليم للجميع، بمن فيهم فتيات المناطق القروية.
ويجسد دعم المبادرة لهذه البنية، الانخراط المتواصل للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تحسين أداء مؤسسات الرعاية الاجتماعية.
وبفضل مجهودات مختلف المتدخلين المؤسساتيين والفاعلين في المجال الاجتماعي، تساهم هذه المؤسسة، ذات الطابع الاجتماعي، والمحدثة سنة 2005 من قبل جمعية “من أجل تمدرس الفتاة القروية”، في تقديم خدمات شاملة ومتنوعة لفائدة 248 فتاة منحدرات من مختلف مناطق العالم القروي بالجهة.
وتمكن هذه الخدمات المتنوعة الفتيات المستفيدات، من متابعة دراستهن في أفضل الظروف، خصوصا وأن هذا الفضاء يوفر كل مقومات الراحة والظروف الملائمة.
وفي هذا الإطار، أبرزت الإطار بقسم العمل الاجتماعي بعمالة مراكش، المكلفة بتنفيذ المشاريع المبرمجة لدعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، رجاء كوكلو، أن دار الطالبة سيدي يوسف بن علي، التي تشرف على تسييرها جمعية “من أجل تمدرس الفتاة القروية”، تعد من بين المرافق الأساسية والحيوية داخل المنطقة الحضرية لسيدي يوسف بن علي.
وأبرزت كوكلو، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن أكثر من 240 فتاة ينحدر أغلبهن من الوسط القروي، يستفدن من هذه البنية الرائدة والتي ساهمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إطار مرحلتها الثالثة، بتجهيزها بقيمة 300 ألف درهم وتأهيل بعض مرافقها وتهيئتها بقيمة مالية تبلغ 750 ألف درهم.
وأضافت أن تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى هذه البنية، يتمثل في توفير منحة سنوية تبلغ قيمتها الإجمالية 100 ألف درهم لدعم مصاريف تسيير المؤسسة وتمويل اقتناء التجهيزات المطبخية والمعلوماتية والمكتبية، مضيفة أن المبادرة ساهمت كذلك في دعم وتمويل التهيئات وتأهيل المرافق الخاصة بدار الطالبة.
وأشارت إلى أن المبادرة ساهمت أيضا في تمويل أشغال بناء قاعة متعددة التخصصات داخل هذه البنية بمبلغ إجمالي قيمته مليون و500 ألف درهم، فضلا عن منحة سنوية يقدمها التعاون الوطني من أجل التأطير والمواكبة وتتبع دار الطالبة سيدي يوسف بن علي.
من جهة أخرى، أكدت كوكلو، أن تتبع هذه البنية المهمة على غرار مختلف البنيات التربوية الأخرى، يندرج في إطار انخراط المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعزيز حضور دور الطالبة والطالب في إطار جهود دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي من خلال الرفع من جودة الخدمات التي تقدمها لا سيما فيما يتعلق بالارتقاء بجودة المبيت والتغذية والخدمات العلاجية الطبية وشبه الطبية، وأيضا خلق أنشطة موازية ثقافية ورياضية وفنية.
من جهتها، أبرزت رئيسة جمعية “من أجل تمدرس الفتاة القروية”، ثريا بينبين، في تصريح مماثل، أن هذه البنية الاجتماعية الرائدة والمشيدة على مساحة 3200 متر مربع، تقدم، بالإضافة لإيواء وإطعام تلميذات الإعدادي والثانوي والجامعة، تكوينا عاما في مختلف مجالات التعليم وشتى أنواع المعرفة.
وأضافت أن هذه البنية شرعت في تقديم خدماتها لـ 13 فتاة قروية سنة 2005، و”اليوم نقدم خدماتنا المجانية بشكل تام لـ248 فتاة، بما في ذلك 80 فتاة منحدرات من المناطق المتضررة من الزلزال تم قبولهن”.
وتابعت “نجري للمستفيدات إعادة تأهيل مهمة في كل المواد والمعارف من خلال الاستعانة بأساتذة متخصصين”، بالإضافة لتوفير أساتذة للفنون الجميلة (الرسم والموسيقى)، مشيرة إلى أن المستفيدات يلتزمن ببرنامج يشمل قراءة كتاب ومناقشته وعرض فيلم ومناقشة قضاياه بشكل دوري.
يشار إلى أن دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لهذه البنية الاجتماعية، يندرج في إطار البرنامج الرابع الذي يهم الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ضمن محور تأهيل دور الطالب والطالبة بعمالة مراكش.
كما أن الغاية الأساسية من تدخل المبادرة الوطنية، تتمثل في تأهيل وتنمية هذه المؤسسة باعتبارها مؤسسة للرعاية الاجتماعية، وتمكين المستفيدات منها والمنحدرات من أسر معوزة من التمدرس في بيئة صحية وجيدة ومتوازنة ومناسبة لهن للتعلم والتميز وتحسين مسارهن الدراسي وضمان عدم الانقطاع.