ونجد أن العديد من الكراغلة ينتسبون إلى هاته السلالة الحاكمة، ومن بينها وأشهرها وأوسعها سلالة بوصبع، وهو لقب لأحد الدايات الأتراك الذين حكموا إيالة الجزائر العثمانية في النصف الثاني من القرن 18 (1770-1782) وذلك عقب وفاة الداي بوحنك الذي حكم الإيالة لمدة 17 سنة.
حول شخصية علي بوصبع، يقول المؤرخ المرجعي لتاريخ الجزائر دي غرامونت بأن « علي باشا كان رجلا غبيا ومتعصبا وبه مس من الجنون.. ويعطي أوامره دون تفكير ويردد الأقوال التي يسمعها.. ».
وبما أن العرق دساس أعزكم الله، فقد ابتلي الجيران بطائفة من هاته السلالة، شاء القدر أن تتولى شؤون السياسة والكياسة، حيث تسير بالبلاد إلى الهاوية منذ الانقلاب العسكري بتاريخ 19يونيو 1965، هؤلاء الحفدة أغرقوا البلاد والعباد في العنف والفوضى والنهب والتبذير في الثروات غير آبهين بانتظارات الشعب المغلوب على أمره، ديدنهم أن يقتنوا سلاح الخردة حتى يشفوا غليل إرث جيني يسري في دمهم، لقد خالوا أنفسهم أصحاب ثورة سابقة لهذا العالم ومنتشرة لحد الآن فيه.. ولذلك أعلنوا شفاهم الله، التدخل في سيادة الدول المجاورة حقا مشروعا، إنهم أبناء الشمس الذين سيخلصون هذا العالم بفضل قوتهم الضاربة.
إن الخرجات الإعلامية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تدعو إلى الكثير من السخرية.. نجد أنه وبعد متلازمة الأرقام الفلكية البعيدة عن الواقع، خرج ليلقي خطابا بمناسبة عيد العمال العالمي بث على قنوات التلفزيون العمومي لكي يتحدث عن إنجاراته أمام جمع من المسؤولين المدنيين والعسكريين، حيث ردد بالحرف: » ماعندنا حتى عقدة في هذا المجال… تجيني بالكلام الحلو معلش.. كلامك راني نديرو على جيه.. بصح راني شاد حجرة في يدي تخرج على الصف نعطيك.. »..!
إنها تصريحات مسيئة لسمعة الجزائر ولا ترقى إلى ما يجب أن يتصف به الخطاب السياسي لزعماء ورؤساء الدول من ثبات ورزانة وحكمة في خرجة غير مسبوقة في التواصل السياسي سوى للجد الأول « بوصبع » كما تحكي كتب التاريخ.
ومادام الشيء بالشيء يذكر، نجد أن جل المترشحين لرئاسة الجزائر 2024 قد أصبحوا محل تنكيت وتبكيت من طرف الشارع الجزائري المغلوب على أمره، نظرا لانعدام الأهلية القانونية والاجتماعية لجل هؤلاء شافاهم الله.
في حين رفضت السلطة الوطنية المستقلة لتنظيم الانتخابات ثم المحكمة الدستورية لاحقا ملفات 13 راغبا في دخول السباق الرئاسي، يوجد منهم حاليا 3 تحت الرقابة القضائية إثر المتابعة عن تزوير توقيعات اكتتاب مواطنين ومنتخبين (يشترطها القانون الانتخابي للمترشحين) وفق لائحة الاتهام، وفي تحد صارخ للقانون والديمقراطية ولكرامة الشعب المغلوب على أمره…عين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي يصر الإعلام الرسمي على تسميته بـ »المترشح الحر »، وزير الداخلية إبراهيم مراد مديرًا لحملته الانتخابية…!!!
هؤلاء المرشحون الثلاثة يعكسون طبيعة المشهد الجزائري مثلما تشكل منذ بداية التعددية السياسية عام 1989 أي: التيار الوطني والإسلامي والديمقراطي.
إن تيار الهلوسة والحمق يبقى هو الراجح في الحياة السياسية للجزائر، وهو نفس الخط الذي يسير فيه باجتهاد وثبات وزير جزائري يسعى إلى أخذ السبق السياسي في الانتخابات المقبلة إن بقيت دولة تسمى الجزائر.!
لقد أثار وزير الشؤون الدينية الجزائري سخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تفسيره على هواه حديثا نبويا على أنه إشادة بالجزائر والترويج للسلطة بطريقة خارجة على المنطق لا تستند إلى دليل أو برهان في سياق ما أسماه » تاريخ الجزائر الحافل بالبطولات »، وبما أن الحمق لا حدود له، هناك من انبرى يدافع عن الشهيد اللقلاق مع ضرورة الاعتراف الرسمي الجزائري به.
لقد دافع مستشار الرئيس الجزائري أمام ممثلي الشعب الجزائري وهو يتلو بصوت حزين، حول دور وأهمية الشهيد اللقلاق في تحقيق استقلال الجزائر عن فرنسا، إنه الطائر الذي أسقط العلم الفرنسي وحوكم عليه بالسجن المؤبد بعد أن تعرض لكسر إحدى رجليه برصاصة غادرة فرنسية المصدر… بعدها انبرى أعضاء المجلس الوطني الشعبي الجزائري يستحضرون روح الشهيد اللقلاق وباتوا يرددون كلاما لا يشبه الكلام بل هو أقرب إلى الجنون والهذيان في بيان صادر عن مجلس الأمة مباشرة بعد نهاية تراجيديا الشهيد اللقلاق..!
عزيزي « بلارج » يحق لروحك أن تحلق بسلام فوق أرض الجزائر، يباح لك ذلك حتى في الأراضي التي أخذت قسرا من ليبيا وتونس ومالي والنيجر والمغرب.. حلق حيث ما تشاء.. لكن حذاري من قمة تيكاد… هناك بالضبط ثور أهوج يمثل دبلوماسية النظام العسكري الجزائري بدولة اليابان حين حاولوا إقحام مرتزقة البوليساريو في الاجتماع الوزاري التحضيري لمؤتمر طوكيو الدولي التاسع للتنمية الإفريقية.
عزيزي بلارج الثور الهائج أصبح رمزا لدولة الأربعين مليون شهيد، إنه يؤسس لنظرية جديدة في العلاقات الدولية » النيف والخسارة »، السمين الأصلع بات مطمع شركات الإعلانات وعنوانا لفيلم طويل: يا أمة ضحكت من حمقها الأمم…