ويأتي تنظيم هذا الملتقى الفني، الذي يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الـ 69 لثورة الملك والشعب وعيد الشباب المجيد، بمبادرة من فعاليات المجتمع المدني وبشراكة مع ولاية جهة مراكش – آسفي، والمجلس الجماعي لمراكش.
كما يندرج انعقاد هذا الحدث، الذي عرف تقديم فقرات فنية في “فن العيط” من طرف فرقة أحمد بابا الدقة المراكشية، وتكريم بعض الوجوه الفنية وفعاليات من المجتمع المدني، ضمن الرؤية الحداثية للمجتمع المدني حول الموروث الثقافي الذي أضحى أحد الرهانات الكبرى للنموذج التنموي الجديد.
وتروم هذه الرؤية، حسب المنظمين، تعزيز دور الموروث الثقافي في التنمية الاقتصادية المحلية والوطنية، وجعله ورشا من أوراش تقوية الهوية الثقافية والتماسك الاجتماعي بين الأفراد وشباب الأحياء، وكذا نسج حلقة تواصل بين فعاليات المجتمع المدني بالمدينة، وحسن تفعيل البرامج المسطرة من طرف الدولة والمجالس الجماعية، بغية تثمين وتعزيز التراث المادي واللامادي.
وأوضح رئيس اللجنة المنظمة للملتقى، نبيل محمد اجناو، أن تنظيم الملتقى يأتي في سياق الرؤية الجمعوية الجديدة، التي يعول عليها الجيل الجديد داخل منظومة المجتمع المدني بشأن كيفية الحفاظ على التراث الشفهي.
وأكد، في تصريح للصحافة، على ضرورة إحياء فن الدقة المراكشية واستثماره كآلية لتسويق ودعم التنمية الاقتصادية على المستويين المحلي والوطني.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أهمية التراث الثقافي والفني في تقوية أواصر التماسك الاجتماعي وتقوية الهوية المغربية، لاسيما في صفوف الشباب المغاربة داخل المملكة وخارجها، لافتا إلى أن الملتقى يروم المساهمة في مواكبة النموذج التنموي والحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي، من خلال نظرة عصرية تجعل منه رافعة اقتصادية.
من جانبه، أبرز أحمد بابا بلمقدم، نجل المرحوم المحتفى به، أهمية تنظيم هذا الملتقى وبحث سبل تنظيم الدوري، من أجل التعريف برواد فن الدقة المراكشية وغيرها من الفنون الأخرى، مؤكدا على ضرورة الاعتناء بهذا الفن وتجديد حضوره على المشهد الفني، باعتباره من الفنون التي تشتهر بها مدينة مراكش.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحوم الحاج بابا بلمقدم، المزداد سنة 1919، يعد رمزا من الرموز التي أعطت الكثير لفن الدقة المراكشية، حيث عمل لأزيد من 50 سنة في هذا المجال، ساهم خلالها في تكوين أعلام هذا الفن العريق.
كما أسس أول فرقة للدقة المراكشية تحت اسم فرقة “آيت الربعين”، التي ضمت أفرادا تم انتقاؤهم من مختلف أحياء المدينة الحمراء، إلى أن ترجل عن صهوة الحياة سنة 1994، مخلفا إرثا حقيقا بأن يرصد.