بسبب الجفاف وتوقف عملية السقي تضرر مساحات كبيرة من أشجار الزيتون باقليم قلعة السراغنة +صور
محمد لبيهي – مراكش الآن
لاحديث في اوساط الفلاحين ومربي الماشية بمجموع دوائر إقليم قلعة السراغنة في المدة الاخيرة، سوى عن الوضعية التي وصفت ب “المأساوية” لمساحات كبيرة من أشجار الزيتون التي تضررت كثيرا، بسبب انحباس التساقطات المطرية، وتوقف عملية السقي من السدود التي كانت تزود المنطقة بالمياه والتي تأثرت بدورها بتراجع حقينتها الى مستويات ضعيفة لم تسجل بها منذ تاريخ بنائها.
وتفيد المعطيات التي استقيناها من مصادر موثوقة، فان حقينة سد مولاي يوسف أصبحت لاتتجاوز 15 في المائة، وحقيقة سد الحسن الأول 12 في المائة فيما تبلغ حقينة سد بين الويدان 9 في المائة وهي أضعف حقينة تسجل بهذا السد منذ تاريخ بنائه الى اليوم وفق ماأكدته مصادر الجريدة الالكترونية “مراكش الان”.
وحسب بعض الفلاحين، فإن الوضعية الحالية تفسر هذه المعطيات الاهتمام الكبير الذي كانت تحظى به الأنواع النباتية الأكثر مقاومة لقساوة الظروف الطبيعية المتمثلة في المناخ الجاف، التربة الفقيرة والتضاريس الوعرة.
كما أن ارتفاع درجة حرارة الأرض الغير المسبوق المؤدي إلى تقلص ملحوظ في نسبة المياه قد أبرز الأهمية البالغة للزراعات ذات الاحتياجات البسيطة من هذه المادة الحيوية والتي بفضل هذه الخاصية الطبيعية تتيح إمكانية كبيرة للنجاعة في استعمال الماء في القطاع الفلاحي.
ويتوقع العديد من الفلاحين وارباب الضيعات المزروعة بأشجار الزيتون، ان يكون منتوج الموسم الفلاحي من أشجار الزيتون ضعيفا جدا، وأقل من 10 في المائة من متوسط الخمس سنوات الاخيرة، مشيرين الى ان العديد من المطاحن ومعاصر الزيتون ومعانل التصبير، والتي كانت تشغل المواسم الماضية، المئات من اليد العاملة، ستكون مغلقة، بسبب ضعف الإنتاج.
في السياق ذاته اوضح ك.ع ان الموارد المائية التي كانت تزود الضيعات الفلاحية بتراب الاقليم، جلها ان لم نقل كلها أصبحت في وضعية “مأساوية للغاية” بسبب توالي سنوات الجفاف والاستغلال غير المعقلن لمياه السقي.
مضيفا ان الوضعية الحالية للقطاع أصبحت تضع المنتوج الرئيسي بالاقليم على المحك، وتهدد العديد من سكان المناطق التي كانت تعتمد بشكل أساسي على مردودية أشجار الزيتون في مداخيلها الخاصة بالحياة اليومية لأفراد اسرها.
ومعلوم ان اشجار الزيتون تعتبر من الأشجار المثمرة، حيث تحتل المرتبة الأولى على صعيد الصناعات الغذائية بالإقليم. ويساهم إقليم قلعة السراغنة بأكثر من 65% من الصادرات الوطنية لمصبرات الزيتون علما بأن المنطقة تنتج لوحدها أكثر من 50%.
وزيادة على أهمية المساحة التي يشغلها الزيتون فإن هذا القطاع يخلق نشاطا اقتصاديا مهما حيث يوفر أكثر من 4,7 مليون يوم عمل أي ما يعادل 23500 منصب شغل دائم، كما يضمن تزويد الوحدات الصناعية والتقليدية لاستخلاص زيت الزيتون ووحدات التصبير.
وقد بلغ الإنتاج السنوي خلال الخمس سنوات الأخيرة ازيد من 100000طن، أي ما يمثل 60% من الإنتاج الوطني ويحتل إقليم قلعة السراغنة المرتبة الأولى على صعيد جهة مراكش اسفي. ويعرف إنتاج الزيتون تقلبات كبيرة من سنة إلى أخرى نتيجة العوامل المناخية.
أما بالنسبة لهذا الموسم، وحسب العديد من المنتجين و اعضاء تعاونيات فلاحية ومسؤولي الفرع الإقليمي لغرفة الفلاحة، فإن الإنتاج سيعرف تراجعا بشكل كبير بنسبة تقدر بأزيد من: 75بالمائة، بسبب قلة التساقطات المطرية خلال الموسم الفلاحي المنصرم.