مهرجان خطابي تخليدا للذكرى 69 لمظاهرة المشور

مهرجان خطابي تخليدا للذكرى 69 لمظاهرة المشور

نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، امس الاثنين، بمراكش، مهرجانا خطابيا كبيرا، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى 69 لمظاهرة المشور (15 غشت 1953)، والتي تعد محطة بارزة في مسيرة الكفاح الوطني من أجل نيل الاستقلال.

وأكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، بهذه المناسبة، أن “انتفاضة المشور تعتبر من الإرهاصات الأولى لملحمة ثورة الملك والشعب، والتي امتدت جذوتها إلى كافة ربوع المملكة، على إثر محاولة تنصيب صنيعة الإقامة العامة للحماية الفرنسية ابن عرفة”.

وقال الكثيري، في كلمة تليت نيابة عنه، إن تخليد مظاهرة المشور هو اعتراف بالشجاعة التي أبان عنها المتظاهرون، الذين هبوا للتعبير عن تشبثهم بالسلطان الشرعي جلالة المغفور له محمد الخامس، ورفضهم لمخططات المستعمر، ومحاولاته تنصيب دميته “ابن عرفة”.

وذكر بأن كافة أطياف الشعب المغربي شاركت في هذه الانتفاضة، والتي جسدت الالتحام الوثيق والترابط المتين بين العرش العلوي المجيد والشعب، مبرزا أن مظاهرة المشور أربكت حسابات السلطات الاستعمارية وبعثرت أوراقها، حيث “تأكد لها بالملموس أن تنفيذ أجندتها ليس بالأمر الهين، وأدركت أن الشعب المغربي واقف وقفة رجل واحد وصامد كالبنيان المرصوص في وجه كل من سولت له نفسه المس بمقدسات الوطن وثوابته ومقوماته”.

كما أبرز الكثيري دور المرأة في هذه الملحمة، مستشهدا بفاطمة الزهراء البلغيتي، التي سقطت شهيدة إلى جانب العديد من المتظاهرين، ملهبة بذلك حماس كافة المتظاهرين.

وأضاف “نحن مدعوون إلى الحفاظ على الذاكرة الوطنية وأمجاد الكفاح الوطني لكي تستلهم الأجيال الحالية والصاعدة من قيم المواطنة وروح المواطنة قصد الدفاع عن الثوابت والوحدة الترابية، والمساهمة في بناء البلاد، ورفع تحديات التنمية المندمجة وإنجاز المشروع المجتمعي الحداثي والديمقراطي للمغرب الجديد تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس”.

من جهته، أشار رئيس المجلس الجماعي المشور – القصبة، عبد الرحمان الوفا، أن هذا الحدث البارز جسد شجاعة وإقدام ساكنة مدينة مراكش وناحيتها، مبرزا أن تخليد الذكرى 69 لمظاهرة المشور يشكل مناسبة لتكريم ساكنة هذه المدينة لما أبانت عنه من تشبث بالثوابت الوطنية للمملكة وقيمها المقدسة.

وفي ختام هذا المهرجان الخطابي، تم تكريم ثمانية من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ينحدرون من هذه الربوع من التراب الوطني، اعترافا بنكران الذات والتضحيات الجسام  التي بذلوها من أجل الدفاع عن القيم المقدسة وثوابت الأمة.

ويتعلق الأمر بالمقاومين عبد الكريم أطلسي، وحمو كربيعة، وميلود بولكاما، وعبد القادر التباع، وكذا بالمقاومين الراحلين علال قنيش، ومحمد شعيب، ومحمد نضام الدين، ومحمد الفؤادي.

ومنحت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بالمناسبة ذاتها، مساعدات مالية ل52 عضوا من أسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير.

videossloader مشاهدة المزيد ←