وهدف هذا اللقاء المنظم بتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، العضو بالبنك الدولي، وبدعم من كتابة الدولة للاقتصاد السويسرية، إلى تسريع وتيرة التفكير، في أفق تجديد النسيج الاقتصادي للجهة، واستعراض أفضل السبل الكفيلة باستقطاب المستثمرين وتحسين مناخ الأعمال، وذلك بهدف إحداث دينامية سوسيو – اقتصادية وتحقيق التنمية الجهوية المستدامة.
وذكر والي جهة مراكش- آسفي، عامل عمالة مراكش، كريم قسي لحلو، في كلمة بالمناسبة، بأن المغرب، وعلى غرار باقي بلدان العالم لم يبق في منأى عن فترة عدم اليقين الكبير وتدبير مخاطر غير مألوفة، ناجمة عن جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأضاف “غير أنه، وبفضل الرؤية المتبصرة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تم إرساء استراتيجية للاستجابة إبان هذه الفترة الخاصة، وما بعدها، من أجل مواكبة ودعم الفاعلين الاقتصاديين بشكل يومي، لكي ينجحوا في تجاوز هذه الأزمة متعددة الأوجه”.
وقال قسي لحلو، في هذا السياق، إن “جهتنا تمكنت من تحويل هذه التحديات إلى فرصة، حيث تمت بلورة حلول واقتراحات من خلال المقارنة بين مختلف مبادرات دعم المقاولات في مناطق أخرى بالعالم، ولكن أيضا بفضل نهج تشاركي تم من خلاله إشراك كافة الفاعلين من أجل تطوير حلول”.
وأوضح أن الهدف من ذلك يتمثل في استيعاب، بشكل أفضل ومستمر، الصعوبات التي يواجهها القطاع الخاص على مستوى الأنشطة، والتمويل، والعقار، والموارد البشرية، وكل عامل يمكن أن يؤثر على خلق قيم، وبالتالي فرص الشغل.
وتابع أنه تم التعامل مع الجائحة ليس باعتبارها عقبة أمام التنمية الجهوية، وإنما كفرصة لإعادة البناء والنهوض مجددا على أسس متينة، مع وضع العنصر البشري في صلب الانشغالات.
وذكر قسي لحلو بأن اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال، وعلى غرار اللجنة الجهوية لليقظة الاقتصادية، هي أداة للقيادة والتحسين المستمر، تعنى بشكل حصري بمناخ الأعمال، مبرزا أن المراحل الجارية ذات الأولوية تهم الانعاش والتجديد، بعد مرحلة الصمود، التي خصصت للتدخل بشكل استعجالي.
من جهته، سلط نائب رئيس المجلس الجهوي لمراكش- آسفي، جواد الهيلالي، الضوء على المؤهلات الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية للجهة، والتي تجعل منها قطبا اقتصاديا متنوعا ومنفتحا، إضافة إلى توفرها على إمكانيات وفرص واعدة على مستوى السياحة، والفلاحة والصناعات التحويلية، وإنتاج الطاقات المتجددة.
وأضاف أنه بفضل جهود السلطات العمومية والمنتخبة، وكذا بفضل الشراكة بين القطاعين العام والخاص، تعرف الجهة مسارا تنمويا متصاعدا، مبرزا أن تحسين مناخ الأعمال يستدعي تسهيل الولوج إلى العقار ومحاربة القطاع غير المهيكل وتبسيط المساطر الإدارية.
وأكد أن اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال تشكل الإطار المناسب لمواجهة مختلف الإكراهات والعراقيل التي تواجه تطوير المقاولات، مذكرا بأن مجلس الجهة بادر إلى إعداد برنامج خاص لتشجيع الاستثمار، ونهج تدابير وإجراءات تروم دعم التنافسية الاقتصادية بالجهة، كما عمل على وضع استراتيجية لتقليص الفوارق بين المكونات الترابية للجهة من خلال ترسيخ مبدأ التضامن الترابي بين الجماعات الترابية.
من جانبه، قال مدير مؤسسة التمويل الدولية بمنطقة المغرب العربي، كزافييه رييل، إن “المغرب حقق تقدما ملحوظا في ميدان تحسين مناخ الأعمال خلال العقد الأخير”، مشيرا إلى أن مناخ الأعمال يشكل ركيزة عملية الاستثمار ويكتسي، من ثمة، أهمية كبيرة في استراتيجية المؤسسة.
وذكر بأن هذه المؤسسة المالية الدولية واكبت هذا الطموح مع اللجنة الوطنية لمناخ الأعمال والحكومة المغربية، وذلك منذ سنة 2010، من خلال تقديم دعمها لتنفيذ العديد من الإصلاحات التي تكللت بالنجاح.
وأعرب رييل عن سعادته إزاء الانخراط الكبير للمركز الجهوي للاستثمار من أجل إعادة تفعيل اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال، والذي “ لن يمكن فقط، من تعزيز علاقات التواصل مع المركز، ولكن أيضا القدرة على مباشرة عملية مرنة لتحديد الاكراهات، واقتراح حلول بشراكة مع القطاع الخاص”، مجددا التأكيد على انخراط مؤسسة التمويل الدولية لمواصلة تحسين مناخ الأعمال في إطار اتفاق التعاون الذي يجمعها مع الولاية والمركز الجهوي للاستثمار لمراكش – آسفي.
وأشاد رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة مراكش- آسفي، يوسف محيي، بمبادرة تنظيم يوم مخصص لعملية إعادة تفعيل اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال بجهة مراكش- آسفي، التي تأتي لتتوج مسلسلا سبق للمركز الجهوي للاستثمار أن أطلقه، قبل سنة، والذي يكتسي أهمية استراتيجية بالنسبة لمستقبل المقاولات ونموها، وكذا لمستقبل التشغيل والاستثمار بهذه الجهة.
وأكد أن “تحسين مناخ الأعمال بالجهات مرتبط بشكل وثيق بقدرة الشركاء المحليين على العمل في تآزر تام، قصد تجاوز القيود التي تعرقل تنافسية النسيج الاقتصادي”، داعيا إلى تمكين المقاولات من الدعم الكامل الذي هي في حاجة إليه لضمان صمودها وتطورها في سياق وطني ودولي غير مسبوق وصعب التوقع.
وكشف مدير قطب الدفع الاقتصادي والعرض الترابي بالمركز الجهوي للاستثمار لمراكش- آسفي ، محمد أمين سبيبي، في تصريح للصحافة، أن اللجنة الجهوية لتحسين مناخ الأعمال ستعمل على أولويات ومحاور تم تحديدها بشراكة مع القطاع الخاص، ممثلة، على الخصوص، في العقار والتعمير، والتكوين والتمويل .
وأوضح سبيبي أن الورشات التي تم تنظيمها طيلة هذا اليوم، توجت بإصدار مجموعة من التوصيات تقترح حلولا قابلة للتطبيق من شأنها إزالة كافة العراقيل أمام الاستثمار.
كما تضمن هذا اليوم، ورشات تمحورت حول مواضيع همت واقع مناخ الأعمال وتحدياته ورهاناته، والصناعة واللوجستيك، والسياحة والخدمات.
وقد حضر هذا اليوم، على الخصوص، عمال الأقاليم التابعة للجهة، ومنتخبون محليون، وسفير سويسرا بالمغرب، وممثلو الجامعات، وممثل عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، ورئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة مراكش – آسفي، وفاعلون اقتصاديون، ومسؤولون جهويون، ورؤساء المصالح اللاممركزة.