الأزهري رئيس المجلس العلمي لشيشاوة.. ” التعليم العتيق صمام أمان لحفظ مركزية اللغة العربية ومدخل للتربية على أصول الشريعة وقطع الطريق على الغلاة وتأويل المبطلين”
أكد عبد الحق الأزهري، رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة، أن المدارس العتيقة في المغرب لها دور كبير في تحصين الأمن الروحي والاسلام عموما، لما تقوم به من ترسيخ للسلوك القويم عبر التربية الدينية التي تنهل من المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية، وذلك خلال كلمته الترحيبية الموجهة لأشغال الندوة الوطنية التي نظمها المجلس العلمي المحلي لشيشاوة حول موضوع: ”المدارس العلمية العتيقة ودورها في استتباب الأمن الروحي – المدارس العلمية العتيقة بإقليم شيشاوة نموذجا، والمنعقدة صباح اليوم السبت 28 ماي، بالقاعة الكبرى لعمالة إقليم شيشاوة.
وقال الدكتور الأزهري، أن المدرسة العتيقة تمثل احدى الدعامات الأساس للهوية التعليمية بالمغربية، باعتبارها نظاما تعليميا نشأ في الحضارة الإسلامية وكان أساسه المتين تعليم امور العقيدة والدين ابتداء من دار الأرقم بن الأرقم في العهد النبوي، لتبنى بعدها مدارس عتيقة في عهد الصحابة وفي صدارتهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وتطور هذا المنهج بتطور العلوم والمعرفة والمزاوجة في ذلك بين التربية والتكوين.
وكان للسرد التاريخي حضور كلمة الدكتور الأزهري، حيث استعرض المراحل الكبرى لتطور المدارس العتيقة منذ صدر الإسلام الى وبالرغم من التغيرات الطارئة على المجتمع الاسلامي، الى أن وصل الاسلام الى شمال افريقيا ومستوى الإعتناء الذي وولي للتعليم العتيق عبر جميع الدول المتعاقبة على حكم المغرب وخاصة الدولة العلوية التي ازدهر معها مستوى العناية المؤسساتية بهذه الآلية التعليمية العتيقة، سيما وأنها شكلت صمام أمان للحفاظ على مركزية اللغة العربية ومدخلا للتربية على أصول الشريعة الإسلامية لقطع الطريق على تأويل المبطلين ومن وصفهم بالغلاة.
ولم يفوت الأزهري المناسبة للتنويه بدور المدارس العتيقة في حفظ الدين الوسطي والمعتدل، وأن ما يعكس ذلك هو تاريخها، وأن جهود الأوقاف والشؤون الإسلامية في تطوير مناهج التعليم في المدارس العتيقة لابد من استحضارها في مثل هكذا المحافل العلمية، مشددا أن ندوة اليوم تريد إبراز مكانة الريادة والأدوار التي تقوم بها المدرسة العتيقة، داعيا عمداء المدارس العتيقة بإقليم شيشاوة الى ايلاء توجيهات الأوقاف والشؤون الاسلامية المعتمدة في التعليم العتيق فائق العناية.