ويستفيد من هذه الدورة، المنظمة على مدى يومين، نحو 30 تلميذة وتلميذا يتابعون دراستهم بمؤسسة حسان بن ثابت التعليمية، والتي يؤطرها علماء وأساتذة، حيث يتم تلقين هذه الفئة مجموعة من الآليات والمقاربات والأساليب التمنيعية.
وفي هذا الصدد، تمت برمجة أربع جلسات، تتناول الأولى “مقدمات تمهيدية للدورة التكوينية”، والثانية “مقدمات منهجية : تدقيق المنطلقات وضبط المفاهيم المحورية للدورة”، فيما تتمحور الجلسة الثالثة حول “مداخل ومقاربات لبناء القدرات التمنيعية من التطرف العنيف”، بينما تتعلق الجلسة الرابعة ب”المواكبة الرقمية لمشروع التمنيع من التطرف العنيف”.
وقال رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية للعلماء، محمد بلكبير، في تصريح للصحافة، إن الهدف الأساسي من هذه الدورة التكوينية هو “تمنيع فئة الشباب واليافعين من التطرف العنيف، وخلق مجموعة من القوى الداخلية لديهم، والتي تمنعهم من أن ينزلقوا في اتون التطرف”.
أوضح أنه “يتم العمل خلال هذه الدورات على ادراج مجموعة من الآليات والمقاربات و الأساليب التمنيعية، وهي الحوارات الخلفية و الخرائط الذهنية، نظرا لأهمية هذه المقاربات، ولكون التطرف العنيف ينبني أساسا على خريطة ذهنية معينة، يصنعها رواد التطرف”.
وأضاف أنه “من ثمة، وجب بناء خرائط ذهنية بديلة كلما ظهرت خرائط ذهنية خاطئة، و مساعدة الشباب على بناء خرائط ذهنية جديدة وكيف يشخصون الخرائط الذهنية الناتجة عن الحركات التطرفية أو المتطرفة”.
وتابع “نريد من خلال تنظيم هذه الدورات التكوينية أن نفتق المناعة الفكرية لدى الشباب، وهي مناعة لا يفطن لها الكثير من الناس عكس المناعة البيولوجية، التي يفطنون إليها”، مؤكدا أن “التمنيع الذاتي كفيل بأن يصبح الكابح الذاتي بالنسبة للشخص حينما يواجه إغراء أو استقطاب أو محاولة استقطاب”.
من جهتها، قالت مليكة مخصاص، وهي أستاذة بثانوية حسان بن ثابت، في تصريح مماثل، إن “الورشة أتاحت الفرصة لتسليط الضوء على مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي ومساهمتها في نشر الفكر المتطرف في أوساط الشباب”.
وسجلت مخصاص أن كافة الأطر الإدارية والتربوية، إلى جانب التلاميذ، مجندون لمحاربة ظواهر التطرف، مبرزة أن التلاميذ مدعوون للعب دور الموجه لزملائهم ونظرائهم من الشباب واليافعين حتى تصل المعلومة الى الجميع، وبالتالي التحصن من الفكر المتطرف.
يشار إلى أن الرابطة المحمدية للعلماء، أطلقت اعتبارا من أواخر شهر ماي الجاري، وإلى متم يوليوز المقبل، في عدد من جهات المملكة، سلسلة دورات علمية في مجال بناء القدرات للتمنيع من التطرف وخطاب الكراهية.
وتروم هذه الدورات بلورة أدوات ووسائل عمل تراعي أصناف المتلقين ومستوياتهم العلمية والفكرية، وتسهم في فهم التوازنات السيكو – سوسيو – ثقافية للشخصية، ليتم اعتمادها وتملكها من أجل أداء أحسن في هذه المجالات، وذلك من خلال محاور تهم “الخطاب الرقمي المتطرف: معالم ومسارات”، و”الخرائط الذهنية والتمايزات والحوارات الخلفية”، و”خطاب التطرف : جدليات التأويل وتغيير الخرائط الذهنية “، و”مسطحات التواصل الاجتماعي : الفرص والمخاطر”.