وهدفت هذه التظاهرة، التي نظمت تحت رعاية ولاية جهة مراكش – آسفي، إلى تسليط الضوء على المؤهلات الاقتصادية والاستراتيجيات القطاعية الطموحة للإقليم، والمزايا الصناعية لآسفي، لصالح المستثمرين الفاعلين على الصعيد المحلي، والوطني والدولي.
وتندرج النسخة الأولى لـ”يوم المستثمر لآسفي”، التي تميزت بحضور وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والشغل والكفاءات، يونس السكوري، ووالي جهة مراكش – آسفي، كريم قسي لحلو، ورئيس مجلس الجهة، سمير كودار، وعامل الإقليم، الحسين شينان، والمدير العام للمركز الجهوي للاستثمار مراكش – آسفي، ياسين المسفر، ومنتخبين جهويين ومحليين، وفاعلين اقتصاديين، في إطار دينامية المركز لتطوير النسيج السوسيو اقتصادي للإقليم، وخلق فرص استثمارية حقيقية.
وقال السكوري، في كلمة بالمناسبة، إن هذه التظاهرة تكتسي أهمية كبيرة، على اعتبار أنها تجمع الفاعلين الرئيسيين في مجال الاستثمار، وتسمح بإبراز المؤهلات الضخمة لهذا الإقليم، موضحا أن هذا اللقاء يهدف إلى تعبئة الفاعلين المحليين والجهويين حول الوسائل التي يتعين تفعيلها من أجل التصدي لمشكل التشغيل، مع دعم الاستثمار والمقاولة الصغيرة جدا والمتوسطة.
وقدم، من جهة أخرى، استراتيجية الوزارة في هذا الميدان، الرامية أولا إلى تشجيع الاستثمار، من خلال اعتماد ميثاق جديد للاستثمار، الذي تم تقديم خطوطه العريضة في شهر فبراير الماضي، بين يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأوضح أن “هذا الميثاق الجديد يروم، على الخصوص، النهوض بتنمية منصفة للمجال، وتحديد القطاعات الواعدة ذات الأولوية بالنسبة للاقتصاد الوطني، وذلك أساسا من خلال تدابير رئيسية للدعم، تتكون من تعويض مجالي إضافي يروم تشجيع الاستثمار في الأقاليم الأكثر هشاشة، ومنح تحفيزات بهدف إنعاش القطاعات الواعدة”.
وأضاف أن الشق الثاني الذي توليه الحكومة أهمية كبيرة يتعلق بالنهوض بريادة الأعمال واتخاذ المبادرات، مبرزا أن الوزارة بصدد وضع اللمسات الأخيرة على تدابير خاصة موجهة إلى المقاولات الصغيرة جدا.
وتطرق السكوري، في هذا الإطار، إلى قضية إعداد الكفاءات من خلال عرض كامل للتكوين، وتكوين مهني، وكذا كل ما يتعلق بمهن المستقبل.
من جهته، أبرز قسي لحلو “الصمود الكبير لاقتصاد إقليم آسفي”، وخاصة قطاع الصيد البحري، خلال فترة الحجر الصحي، مبرزا أن هذه الجائحة مكنت من تطوير الذكاء الجماعي.
وأشار، في هذا الصدد، إلى أن الجهوية المتقدمة تمثل فرصة حقيقية باتجاه بلوغ التنمية المنشودة، مشددا على ما يزخر به الإقليم من طاقات شابة، وهو ما من شأنه أن يعزز انتعاش الاقتصاد.
من جانبه، قدم رئيس مجلس الجهة، سمير كودار، الخطوط العريضة لبرنامج التنمية الجهوية، وخاصة المشاريع المهيكلة، التي سترى النور مستقبلا بآسفي، ومن بينها الطريق السريع آسفي – مراكش، وإحداث المنطقة الصناعية، التي يتطلب الوعاء العقاري الموجه لها استثمارا قدره 42 مليون درهم، وكذا بناء مستشفى سيشرع في تقديم خدماته في شهر يوليوز المقبل.
وكشف عامل الإقليم، الحسين شينان، أن السلطات الإقليمية ركزت أعمالها على جانبين، يتعلق الأول بتحسين ربط المدينة بالأقطاب الاقتصادية الكبرى للمملكة، لتشجيع الاستثمار وتعبئة العقار الموجه للمناطق الصناعية، التي ستخرج إلى حيز الوجود قريبا، وستمكن من إحداث فرص الشغل بأعداد هامة.
بدوره، صرح مدير قطب الدفع الاقتصادي والعرض الترابي بالمركز الجهوي للاستثمار مراكش- آسفي، محمد أمين سبيبي، للصحافة، بأن الدورة الأولى لـ”يوم المستثمر لآسفي” تندرج في إطار الاستمرارية لأيام المستثمر، التي سيتم تنظيمها في جميع الأقاليم التابعة للجهة، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة تسعى إلى الترويج للمؤهلات التي يزخر بها إقليم آسفي، وخاصة القطاعات ذات الأولوية ذات القيمة العالية، من قبيل الطاقات المتجددة، والسياحة، وأنشطة التعدين.
وذكر بأنه قبل “يوم المستثمر لآسفي”، نظمت سلسلة ورشات للتفكير، يوم 19 ماي، قصد الخروج بمقترحات ملموسة لوضع عرض ترابي مندمج يستجيب لحاجيات المستثمرين.
وتوزعت أشغال هذه التظاهرة على ثلاث جلسات عامة، تناولت محاور “آسفي، مجالات ترابية متعددة”، و”آسفي، تجذر صناعي قوي”، و”آسفي، في عصر الرقمنة”، مع تقديم شهادات من قبل صناعيين.