وتسعى المديرية، من خلال هذه التظاهرة، إلى تثمين الموروث الثقافي المغربي والتعريف بغنى وتنوع التراث بالجهة، بشقيه المادي واللامادي، وامتداداته الحضارية.
واستهل حفل الافتتاح بتدشين معرض للفن التشكيلي، للفنانة صفاء حافيظ تحت عنوان “لأشرقن من أشلائي”، التي استطاعت من خلال الألوان والخطوط والإيقاعات في أعمالها المتميزة جعل لوحاتها قطعة من فسيفساء ولحظة متجذرة لا تنفصل عن هويتها وأصولها، حيث ولدت هذه الفنانة العصامية بين الأضواء المتلألئة والظلال الخافتة لمدينة مراكش.
وقد استكشفت المهندسة والفنانة التشكيلية صفاء حافيظ، تقنيات خاصة ومواد متنوعة ومهارات ذاتية ناهلة من عبق الهندسة في رحلة ذهاب وإياب بين ما هو مادي وغير مادي، حيث بزغت أعمالها بين طقوس حتمية الحياة لتكشف تقلباتها الروحية التي اجتثت بين الوهن والمقاومة.
وولجت الفنانة عوالم غريبة الأبعاد باحثة عن ضالتها وضالة مستلهميها، وخصوصا ضالة النساء المتمسكات بالكفاح، المدافعات عن كرامتهن، وفخرهن، وكبريائهن وحريتهن، وولادتهن الجديدة واللامتناهية.
كما تميز هذا الحفل بعرض فيلم وثائقي بعنوان “من شذرات من معمار قصر البديع”، الذي يروم التعريف بهذه المعلمة التاريخية وبنماذج من العمارة السعدية، وإبراز العديد من القطع الأثرية التي كانت تشكل جزءا من هذه البناية، فضلا عن تنظيم أمسية صوفية للحضرة النسائية مع مجموعة (نور الهدى للإنشاد والسماع).
وتتضمن البرمجة الثقافية لهذه التظاهرة توليفة منسجمة من الأنشطة، من بينها معارض فنية وتراثية تعرض لأول مرة وتسلط الضوء على جوانب مهمة من تاريخ وأرشيف مدينة مراكش، كما هو الشأن بالنسبة لقبة البعديين، ومقبرة السعديين، وقصر الباهية، وقصر البديع، بالإضافة إلى عرض أفلام وثائقية وكبسولات توثيقية تميط اللثام عن الخصوصية التاريخية والتراثية للجهة.
وترسيخا للأبعاد العلمية والأكاديمية، سيتم الانفتاح على ثلة من الباحثين والمختصين، من خلال 6 محاضرات علمية تقارب ثيمات بحثية مرتبطة ب: منبر جامع الكتبيين، ومدينة أغمات، وسيدي رحال وقلعة السراغنة، بالإضافة إلى ندوتين علميتين تلامسان مستجدات البحث الأثري بموقع بزمون بالصويرة وأغمات الوسيطية، ونتائج عملية حفظ وتثمين باب أكناو التاريخي، وقصر الباهية من خلال وثائق أرشيف المغرب، وذلك بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين وعلماء الآثار المتخصصين، كما سيتم توقيع إصدارين تراثيين حديثي النشر يتناولان موضوعي “قبيلة مسفيوة : المجال والمجتمع”، و”أكدال البراني”.
وبالموازاة مع ذلك سيتم تنظيم قافلة التراث في نسختها الخامسة، تحت شعار “تثمين الموروث وصون الذاكرة”، إلى كل من قلعة السراغنة ومدينة أغمات ومدينة أسفي، حيث سيتم الوقوف على المقومات التاريخية والحضارية للمدن الثلاث، وما تزخر به من مؤهلات لإرساء أسس تنمية ثقافية فاعلة ومندمجة قادرة على خلق البدائل وتحريك عجلة الاقتصاد المحلي.
وسعيا لصون الذاكرة وتعريف الأجيال الصاعدة بنفائس التراث الوطني سيستفيد عموم التلاميذ بالمؤسسات التعليمية العمومية من أنشطة الأبواب المفتوحة لزيارة قصر البديع، وقصر الباهية، وقبور السعديين، والقبة المرابطية، وجناح المنارة، وموقع أغمات، وموقع مسجد تنمل، وكذا ضريح المعتمد ابن عباد.