
جمال بودومة: سنوات قلم الرصاص ذكريات مشتركة للمدرسة العمومية

أصدر الكاتب والإعلامي المغربي، جمال بودومة، كتابا جديدا عن دار أگورا في طنجة، يحمل عنوان “سنوات قلم الرصاص”، وهو عبارة عن نوستالجيا من ذاكرة المدرسة العمومية.
وحول فكرة الكتاب، الذي سيكون متوفرا في معرضي الرباط وباريس للكتاب، قال بودومة إنها انطلقت من نصوص كان يكتبها في الصحافة المغربية عن سنوات المدرسة بضمير المتكلم وبنبرة ساخرة، مشيرا إلى أن هذه الكتابات حظيت بتفاعل خاص لأنها تستعيد ذكريات مشتركة بين أجيال من المغاربة، حاضرة في الذاكرة ومهددة بالنسيان.
وتابع قائلا: “بعض التفاصيل الصغيرة التي عشناها، خصوصا في المدرسة العمومية هي ما يتحكم اليوم في كثير من تصرفاتنا، كما أنها ساهمت في تشكيل وعينا وهويتنا، ‘الطفل أب الرجل’، كما يقول فرويد”.
وأبرز بودومة، في تصريح للصحافة، أن الكتاب هو نص أدبي قبل كل شيء وفي الوقت نفسه دعوة لتأمل تأثير الأساليب التي كانت تعتمدها المدرسة العمومية في التربية من أجل فهم شخصية المغربي اليوم.
واعتبر بودومة “سنوات قلم الرصاص” امتدادا تربويا لسنوات الرصاص في المدرسة العمومية، بحيث يستعيد الكتاب تجربة المدرسة العمومية، كما عاشتها أجيال من المغاربة، في الثمانينيات والتسعينيات خصوصا، بنبرة تمزج بين السخرية والنوستالجيا، مع تأملات في الأسباب الاجتماعية والثقافية والسياسية التي جعلت العنف جزءً من العملية التربوية، في زمن كانت كلمة السرّ بين المدرس ووالد التلميذ هي “انت ادبح وانا انسلخ”.
وفي ما يتعلق بكلمة نوستالجيا التي احتفظ بها الكاتب على غلاف الكتاب، أوضح بودومة أنها نوع من التجنيس “لأنّ النوستالجيا بالنسبة لي طريقة في الكتابة”.
وأضاف أن “النوستالجيا هي الحنين لأشياء فقدناها بسبب الزمن، مع عملية تجميل للتفاصيل والأمكنة والوجوه، ومهما كانت قساوة التجربة لحظة حدوثها تصبح جميلة وجذابة عندما نكتبها، تتجرد من حمولتها القاسية”.
كما اعتبر النوستالجيا شعورا يساعد على مواجهة الزمن، “لكنه يمكننا أيضا ويدفعنا إلى تأمّل الماضي بنوع من التعاطف، مهما كانت بشاعته، مضيفا بالقول: “بمعنى آخر: النوستالجيا تجعلنا نتطرق إلى الجوانب السلبية في أي تجربة مررنا منها بمقاربة إيجابية، دون حقد أو ضغينة. هناك محاولة للاقتراب من تجاربنا في الحياة بنوع من الحب، مهما كانت قساوتها، دون السقوط في الخطاب التنديدي المباشر”.
وللشاعر والكاتب والإعلامي جمال بودومة مجموعة من الإصدارات في الشعر من قبيل “الديناصورات تشتم ستيفن سبيلبيرغ”، و”نظارات بيكيت”، و”ملاك يتعلم الطيران”.
كما أصدر في النثر: “كيف تصبح فرنسيا في خمسة أيام ومن دون معلم”، و”باسم جيل ضائع”، و”لا تؤجل غضب اليوم للغد”.
