في مشهد يعكس تلاحم السكان وتصديهم للجريمة، تمكن أهالي دوار أفوزار التابع لجماعة القلة بمنطقة العرائش، خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، من شل حركة ثلاثة عناصر يشتبه في انتمائهم لعصابة إجرامية متخصصة في استهداف وسرقة المحاصيل الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم الأساسي.

ووفقاً لمعطيات محلية، فإن تدخل سكان الدوار جاء كرد فعل مباشر على ممارسات العصابة التي زرعت الرعب في المنطقة، حيث عمد أفرادها إلى استخدام أسلحة نارية، تمثلت في بندقية صيد غير مرخصة، لترهيب السكان وثنيهم عن مقاومتهم.

وتشير المصادر إلى أن أفراد العصابة لم يترددوا في إطلاق أعيرة نارية في الهواء وتهديد الأهالي، مما أثار موجة من الخوف والهلع.

إلا أن شجاعة السكان ووحدتهم مكنتهم من مواجهة الجناة والسيطرة على ثلاثة منهم وتقييد حركتهم، بينما تمكن فرد رابع من الفرار قبل وصول عناصر الأمن.

وقد تبين أن أحد الموقوفين يحمل لقب “الجبلي”، وهو شخص مطلوب للعدالة بموجب مذكرة بحث وطنية، وله سوابق قضائية متعددة، من بينها قضايا خطيرة تتعلق بالاختطاف والاحتجاز في منطقة عرباوة.

وبعيد إشعارهم بالواقعة، انتقلت عناصر الدرك الملكي بمركز تطفت، تحت إشراف مباشر من قائد المركز، إلى عين المكان، حيث قامت بتأمين المنطقة واعتقال المشتبه فيهم الثلاثة. وتم اقتيادهم إلى مقر سرية الدرك بالعرائش بناءً على تعليمات من قائد السرية وبتنسيق مع النيابة العامة المختصة، التي ستتولى التحقيق معهم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

وقد شهد محيط مقر سرية الدرك بالعرائش تجمع العشرات من سكان دوار أفوزار، الذين عبروا عن دعمهم وتضامنهم مع ضحايا هذه العصابة، والذين تم الاستماع إلى شهاداتهم في محاضر رسمية من قبل عناصر الدرك.