جامع الفنا في رمضان.. ساحة تتحول إلى مائدة إفطار عالمية تسحر الزوار +فيديو

جامع الفنا في رمضان.. ساحة تتحول إلى مائدة إفطار عالمية تسحر الزوار +فيديو

وحيد الكبوري – (فيديو ياسين اومغار) – مراكش الآن

https://youtu.be/CiEjX8j88yE

تظل مدينة مراكش، القلب النابض للسياحة في المملكة المغربية، وجهة مفضلة للزوار من كل حدب وصوب خلال شهر رمضان المبارك.

فبعيداً عن الهدوء النسبي الذي قد يسود بعض الوجهات السياحية الأخرى في هذا الشهر الفضيل، تنبض مراكش بالحياة ليلاً ونهاراً، مانحةً زائريها تجربة فريدة تجمع بين الروحانية العالية والاحتفاء بالتراث الثقافي العريق.

وفي قلب هذه المدينة الساحرة، تتألق ساحة جامع الفنا كبؤرة تستقطب الأنظار والقلوب، خاصة عند موعد الإفطار، حيث تتحول إلى مشهد إنساني مهيب يجسد قيم التآخي والتكافل.

مع اقتراب غروب شمس كل يوم من أيام رمضان، تبدأ ملامح التحول تدريجياً في ساحة جامع الفنا، فالأكشاك التي كانت تعرض خلال النهار منتجات متنوعة، تستعد لاستقبال الصائمين والزوار بشتى أنواع المأكولات والمشروبات الرمضانية التقليدية.

روائح الطهي الشهية تبدأ في الانتشار في الأرجاء، ممزوجة بعبق التوابل والبهارات التي تميز المطبخ المغربي الأصيل.

ترى الباعة وأصحاب الحنطات يتأهبون بابتسامات عريضة لاستقبال ضيوفهم، معربين في تصريحات متفرقة لوسائل الإعلام المحلية، ومن بينها “مراكش الآن”، عن سعادتهم وفخرهم بالمساهمة في إحياء هذه الأجواء الرمضانية المميزة.

وما إن يعلو صوت المؤذن معلناً حلول موعد الإفطار، حتى تتوقف الحركة للحظات وجيزة، وترتفع أكف الضراعة ابتهالاً وشكراً لله، ثم سرعان ما يعود الهدوء ليحل محله همسات الدعاء وبدء تناول وجبة الإفطار.

تتحول الساحة إلى ما يشبه مائدة رمضانية عملاقة، حيث يجلس الناس جنباً إلى جنب، يتشاركون خيرات الطعام في أجواء يسودها الود والتسامح.

وتتنوع الأطباق المعروضة في ساحة جامع الفنا خلال شهر رمضان لتلبية مختلف الأذواق، فإلى جانب الأطباق الرئيسية التي تزين موائد الإفطار المغربية كالحريرة الغنية بالنكهات، والطاجين بأنواعه المختلفة، والكسكس الشهي، يجد الزائر أيضاً تشكيلة واسعة من المقبلات كالسلطات المتنوعة، والمعجنات اللذيذة، والحلويات الرمضانية التقليدية كالشباكية والبريوات.

وقد عبر العديد من السياح الأجانب عن انبهارهم ودهشتهم بهذه الأجواء الرمضانية الفريدة التي يشهدونها في ساحة جامع الفنا.

فهم يرون في هذه التجربة فرصة استثنائية للانغماس في الثقافة المغربية الأصيلة، والتعرف عن قرب على تقاليد وعادات هذا الشهر الفضيل. وقد أشادوا بكرم الضيافة الذي يتمتع به المغاربة، وبالأجواء الاحتفالية والروحانية التي تسود الساحة عند الإفطار.

وبعد تناول وجبة الإفطار، لا تنتهي حكايات جامع الفنا، فسرعان ما تعود الحياة إلى طبيعتها الصاخبة، حيث يعاود الحكواتيون سرد قصصهم الشيقة، وينتشر عازفو الموسيقى التقليدية ليطربوا الجمهور بألحانهم الساحرة، وتضاء أرجاء الساحة بالفوانيس الملونة، لتستمر الأجواء الاحتفالية حتى ساعات متأخرة من الليل.

إن تجربة الإفطار في ساحة جامع الفنا خلال شهر رمضان ليست مجرد تناول وجبة طعام، بل هي رحلة روحية وثقافية غنية، تلامس القلوب وتترك في النفوس ذكريات لا تُنسى. إنها فرصة للتعرف على قيم التكافل الاجتماعي والتآخي التي يتميز بها المغاربة، والاستمتاع بأجواء رمضانية أصيلة لا مثيل لها في أي مكان آخر في العالم.

videossloader مشاهدة المزيد ←